انتهت مهلة الستة أشهر المحددة للشباب خلال اتفاق المصالحة للالتحاق بالخدمة الإلزاميًة، نحو 300 منشق و 4000 متخلف عن الخدمة الإلزامية و مئات الشباب المطلوبين للاحتياط أصبح مصيرهم غامضاً ومجهولاً بعد ان جاءتهم الأوامر بالالتحاق بالجيش لوضعهم على الجبهات الساخنة لقتال إخوانهم.
فأصبح الشباب بين خيارين أحلاهما مر إما الالتحاق بالخدمة أو الهروب إلى الشمال السوري ضمن رحلة محفوفة بالمخاطر والتكاليف الباهظة التي تفوق 1800 دولار للشخص الواحد، ما أدى لزيادة الأعباء التي يتعرض لها الشباب في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام.
“علي دامر” أحد أبناء المعضمية (27 عاما) ممن انشق عن الخدمة الإلزامية، أخبرنا عن تجربة بالانشقاق قائلاً “إن الوعود للمنشقين بالخدمة تتضمن الخدمة ضمن المدينة، يعطوننا ورقة التسريح ووعد بعدم التعرض لنا او الاعتقال من أي جهة أمنية بعد الانتهاء من الخدمة”.
مضيفاً “طلعوا كذابين و صار بدن يانا نخدم عل جبهات و نقتل أخواتنا، قررت اطلع على ادلب بعد ما باعت أمي صيغتها ودبرت المبلغ، طلعت وأنا قلبي على أيدي من الخوف من الساعة 8 المسا مع مهرب منهم و فيهم الساعة 3 الصبح وصلنا على بيت المهرب رجعنا طلعنا الساعة 7 الصبح والحمد لله وصلت على قلعة المضيق الساعة 5 المسا بعد خوف و رعب خلال الساعات الماضية”.
“أحمد الموسى” متخلف عن الخدمة ( 22 عاماً) أخبرنا قائلاً ” قالوا لنا أن مدة التسوية 6 أشهر تستطيع السفر خلالها فقررت عدم الخروج الى ادلب و فضلت أخذ ورقة التسوية والذهاب إلى لبنان حينها صدمت عندما علمت أنهم استخفوا بعقولنا ومنعونا من السفر خارج القطر فالتسوية ضمن حدود دمشق فقط، فباع أهلي قطعة أرض و خرجت بثمنها إلى ادلب كانت رحلة صعبة جدا من سيارة إلى سيارة مع المهربين و فقدت هويتي وأغراضي الشخصية عند ركوضي من سيارة إلى أخرى فكان يتوجب علينا الركض بسرعة كبيرة كنت ارتجف من الرعب وأنا أدعي أن أصل ولا أقع بين أيديهم بقينا نحو 18 ساعة على الطريق قبل أن أصل إلى قلعة المضيق بحالة يرثى لها من الجوع والخوف وفقدان الأغراض الشخصية ومع ذلك كان لا أحد يملك فرحتي فلقد ولدت من جديد و تخلصت من جحيمهم”.
رغم كل المخاطر مازال الناس يبيعون ممتلكاتهم لتأمين ثمن هذه الرحلة إلى الشمال السوري (إدلب الحاضنة الأكبر للمهجرين) لتهريب أولادهم من الخدمة الإلزامية وجحيمها الذي ينتظرهم فيما لو تم إجبارهم على الالتحاق بالخدمة الإلزامية بعد العودة إلى حضن الوطن التي تدعيها قوات النظام.
المركز الصحفي السوري – حنين معتوق