تنتظر قافلتان من المساعدات عبرتا الحدود التركية متجهتين إلى سوريا في المنطقة الفاصلة بين حدود البلدين للحصول على تصريح بالتحرك صوب حلب يوم الأربعاء. يأتي ذلك بينما أدت الخلافات بين الطرفين المتحاربين إلى تأخير تسليم المعونات لليوم الثالث من تطبيق وقف إطلاق النار.
وعبرت القافلتان اللتان تضم كل منهما نحو 20 شاحنة محملة بالأغذية والطحين إلى الأراضي السورية يوم الثلاثاء قادمتين من بلدة جيلفيجوزو الحدودية التركية التي تبعد نحو 40 كيلومترا غربي حلب ولكنهما لم تتمكنا من التقدم كثيرا بعد تجاوزهما النقطة الحدودية التركية.
ومنذ بدء العمل باتفاق وقف إطلاق النار يوم الاثنين بعد وساطة أمريكية وروسية كان الهدف الأول للمجتمع الدولي هو إيصال المساعدات إلى حلب. وصارت المدينة التي كانت الأكبر قبل الأحداث الجارية في سوريا مقسمة وتحاصر القوات الحكومية السورية المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة.
وقال ديفيد سوانسون المتحدث باسم مكتب تنسيق شؤون المساعدات الإنسانية لرويترز “الأمور تستغرق وقتا أطول مما كنا نرجوه.” وأضاف أن شاحنات الأمم المتحدة العشرين الموجودة على الحدود “مستعدة للتحرك”.
وقال سوانسون إن الخلافات بين الطرفين المتحاربين تعوق إيصال المساعدات إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بشرق حلب.
وأضاف “بعض الجماعات تسعى للحصول على مكاسب سياسية من هذا.. وهذا شيء نريد استبعاده.”
وقال مسؤول ثان في الأمم المتحدة إن تسليم المساعدات إلى حلب يستلزم المرور بعدد كبير من نقاط التفتيش التي تديرها قوات تابعة للمعارضة وأخرى للحكومة السورية وإنه ما زالت هناك حالة من عدم اليقين بشأن ما إذا كانت المعونة ستمر بسلام منها.
ولكن جورج صبرا المسؤول في المعارضة السورية حمل دمشق المسؤولية قائلا إن إصرار الحكومة على السيطرة على المساعدات يعرقل تسليمها إلى حلب بمقتضى الاتفاق.
وقالت الحكومة السورية إنها سترفض تسليم أي مساعدات للمدينة لا يتم التنسيق فيها معها ومع الأمم المتحدة وخصوصا المساعدات القادمة من تركيا التي تدعم المعارضين الذين يقاتلون حكومة الرئيس بشار الأسد.
وأدى وقف إطلاق النار إلى تقليل المعارك في مختلف أنحاء البلاد بين القوات الحكومية السورية والمعارضين. ولكن هدنة مماثلة أبرمت في فبراير شباط انهارت تدريجيا وتصاعدت حدة العنف إلى مستويات شديدة لا سيما حول حلب.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما يزيد كثيرا عن مليون شخص يعيشون تحت حصار في سوريا التي أدى الصراع فيها إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد أكثر من 11 مليونا.
وقال ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا يوم الثلاثاء إن الأمم المتحدة ما زالت تنتظر أن تصدر دمشق رسائل تسمح بتسليم المساعدات.
وقال مسؤول تركي إنه ليس من المتوقع أن تعبر مزيد من الشاحنات الحدود يوم الأربعاء قبل أن يتضح الموقف.
وقال سوانسون إن الأمم المتحدة مستعدة أيضا لتسليم المساعدات “إلى مواقع أخرى محاصرة يصعب الوصول إليها… ولكن ذلك لن يجري قبل أن يصير الوصول إليها ممكنا.”
رويترز