ورث الشاب السوري خالد الحلبي عن عائلته حرفة صناعة الآلات الموسيقية من عود وبزق وكمان، لتصبح هذه الصناعة مصدر رزقه الوحيد في بيروت بعد أن هرب من نيران الحرب الدائرة في سوريا.
ويفخر خالد بماضي عائلته الجميل، فجدُّه صنعَ أعوادا دمشقية لكبار الفنـّانين، ويأسفُ على حاضر أجبره على تقديم تضحيات مادّية ومعنوية على حساب الخلق والإبداع بغية تسويق عمله في لبنان وتأمين معيشته.
يتحدث عن العود الذي صنعه جده لأم كلثوم، تستغرق صناعة العود الواحد من 10 أيام إلى شهر على حسب شكله ودقّة تصنيعه وزخرفته، قوامه خشب الجوز، أمّا الصّدرُ فمن خشب الأرز والشوح.
وتمرّ صناعة العود بعشراتِ المراحل التي تكسبُه هيكلا وهُوية ليتم بعدَها العمل على تركيبِ الأوتار ثمّ الزخرفة.
في موازاة الأيادي السوداء التي تقطعُ أنفاسَ السّوريين وأصواتـَهم تبدع يدا خالد أعوادا يأملُ أن يصلَ صدى رنينِها إلى أرجاء بلادٍ فقدت طعمَ الفرح والموسيقى.
العربية