بعد تقدم قوات سوريا الديمقراطية شرق دير الزور ضد تنظيم الدولة يخيل للبعض أن سوريا الديمقراطية انتصرت وانهت وجود التنظيم، لكن الحقيقة أن الآلاف من المقاتلين في هجين سيعودون إلى غرب الحسكة والرقة لمواجهة الخطر التركي .
استعملت قوات سوريا الديمقراطية كافة الأسلحة بما فيها طائرات التحالف الدولي لإنهاء وجود تنظيم الدولة شرق دير الزور إلا أن الأخير لازال يقاتل بشراسة ويكبد القوات المزيد من الخسائر البشرية بعد أن حققت تقدما خلال الأيام القليلة الماضية وسط مدينة هجين أبرز معاقل التنظيم ووصلت إلى سوقها وسيطرت عليه وعلى مشفى المدينة، لكن هناك شيئا مخيفا ينتظر القوات في الشمال .
تنظيم الدولة يقاتل لأجل وجوده والاحتفاظ ببقية ما يسيطر عليه شرق دير الزور لإنقاذ حلم الخلافة في لحظاته الأخيرة، إلا أن حلم قوات سوريا الديمقراطية لا يختلف كثيرا عنها فهي الأخرى تريد إقليما خاصا بها، لها قوانينها الخاصة ومواردها الخاصة، لكن لا مساعد لهم في أحلامهم فتركيا لن ترتاح بوجودها على حدودها والأمريكان غير مرتاحين ببقاء التنظيم في هجين فالمعادلة تقول أن مصالح الأمريكان ستتضارب مع مصالح الأتراك ولكن الأتراك يبدو أنهم غير آبهين بمصالح أمريكا فأردوغان أعلن المعركة .
سيعود مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية إلى مواجهة تركيا وسيهددون بترك تنظيم الدولة يعود ويسيطر على مناطق جديدة إذا لم تتراجع تركيا عن أهدافها ومضايقاتها، وستضع أمريكا في موقف محرج من تركيا، فالحديث بين الأمريكان والأتراك حول منبج لم يصل لصيغة متفق عليها، سوى بعض الدوريات المشتركة بين البلدين .
ستجري اللعبة في غير صالح النظام الذي يحاول اقناع سوريا الديمقراطية بالعودة لحضن الوطن، إلا أن الأمريكان لهم رأي آخر وستطلب سوريا الديمقراطية مساعدة النظام في حال تدخل الأتراك، كما فعلوا في عفرين إلا أن النظام كان له شرط تسليم أسلحتها له .
الشيء الوحيد الواضح أن لا أحد يستطيع اقناع اردوغان بالتراجع عن أمنية تركيا بإخراج سوريا الديمقراطية من شرق الفرات، والنظام سيقف موقف المتفرج لأن الروس طلبوا منه البقاء على حياد .
المركز الصحفي السوري