شرعت القوات المسلحة التركية في استهداف عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي في أعزاز، في الثالث عشر من الشهر الجاري، وعزت تركيا ذلك إلى اختراق حزب الاتحاد الديمقراطي أحد شروط تركيا القاضية بضرورة عدم عبور عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي نحو الغرب من نهر الفرات.
وأكدت الحكومة التركية، على لسان رئيس وزرائها “أحمد داود أوغلو”، أن استهدافها لعناصر حزب الاتحاد الديمقراطي سيظل مستمرًا إلى أن تنسحب بشكل كامل من المناطق الواقعة غرب نهر الفرات، ولن تسمح الحكومة التركية إطلاقًا لحزب الاتحاد الديمقراطي بتأسيس الممر الكردي الذي يرنو إلى تحقيقه في الشمال السوري.
وتُرد شجاعة حزب الاتحاد الديمقراطي في اختراق الشروط التركية دون أخذها بعين الاعتبار، إلى الدعم الروسي والأمريكي المنهمر عليه بغزارة منذ إعلانه لتأسيس كيانه المستقل في شمال سورية منذ عام 2012.
وتعقيبًا على استهداف تركيا لعناصر حزب الاتحاد الديمقراطي، صرح نائب الرئيس الأمريكي “جو بايدن” بأنه طلب من رئيس الوزراء التركي “أحمد داود أوغلو”، خلال لقاء هاتفي جمع بينهما، إيقاف عمليات استهداف عناصر الاتحاد الديمقراطي، مؤكدا ً لداود أوغلو أن الولايات الأمريكية المُتحدة ستوعز إلى حزب الاتحاد الديمقراطي للكف عن استغلال الوضع الراهن، لتوسيع رقعة نفوذه الجغرافية.
وقد نقلت صحيفة “خبر ترك”، عن مصادر في الحكومة التركية، تأكيدها على اتخاذها كافة السيناريوهات المُحتملة عقب استهداف تركيا لعناصر حزب الاتحاد الديمقراطي، بعين الاعتبار، مشيرين إلى أن القيادة التركية ستضع السيناريوهات التالية صوب أعينها:
ـ تحديد نقطة اتفاق واضحة بين تركيا والولايات المُتحدة الأمريكية، وفي حال أصرت الولايات المُتحدة على اعتبار حزب الاتحاد الديمقراطي منظمة “ثورية ديمقراطية” غير “إرهابية”، ستخفف تركيا من حدة الاهتمام بتقاطع سياستها تجاه سورية مع الولايات الأمريكية المُتحدة، وستجعل من مصالحها القومية المعيار الأساسي للتعاون مع أمريكا، وإن ظهرت على السطح نقاط تظهر عدم توافق في السياسة التركية مع أمريكا، ستدير تركيا ظهرها لأمريكا للحفاظ على مصالحها القومية الاستراتيجية التي تعاني من حالة خطر شديدة تُحيط بها.
ـ ستتحلى تركيا بالنفس الطويل وستنتظر توضيح الولايات المُتحدة لموقفها تجاه حزب الاتحاد الديمقراطي، قبل الإقبال على اتباع السيناريو المذكور أعلاه.
ـ سترفع تركيا من وتيرة التعاون الاستراتيجي بينها وبين المملكة العربية السعودية وقطر وغيرهما من الدول التي تملك الرغبة في التحرك المشترك من أجل إنقاذ الموقف لصالح المنطقة في سورية، وقد يشمل هذا التعاون كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وستحدد نوعية العمليات العسكرية التي ستخوضها الأطراف المتعاونة حسب شروط الميدان، وستمضي تركيا بكل عزم لتحقيق تلك الأهداف، حتى وإن بلغت الاشتباكات العسكرية أشدها.
ـ ستشيد تركيا جسر تواصل دبلوماسي نشط مع الدول الأوروبية للحصول على دعمها الدبلوماسي والإعلامي والمادي، وستجعل تركيا بطاقة اللاجئين الركيزة الأساسية لهذا الجسر، إذ ستبيّن تركيا للاتحاد الأوروبي العلاقة المباشرة بين تحركها العسكري وقضية اللاجئين، حيث أنه من خلال تدخلها ستخفف من موجات تدفق اللاجئين، وبالتالي ستتمكن دول الاتحاد الأوروبي من التقاط نفسها، بعد معاناتها من تدفق آلاف اللاجئين إليها خلال السنوات الماضية.
ـ تلقت تركيا دعمًا مفتوحًا من دول الاتحاد الأوروبي، على لسان المستشارة الألمانية “انجيلا ميركل”، حيث أكدت أن دول الاتحاد الأوروبي تدعم خطة تركيا الهادفة إلى إنشاء منطقة أمنية عازلة، وفي ضوء هذا الدعم الوافر ستضافر تركيا جهودها بأعلى مستوى لاستغلال هذا الدعم المفتوح في إنشاء المنطقة الأمنية العازلة وبالتالي الحد من خطة الاتحاد الديمقراطي الرامية إلى إنشاء إقليم كردي “انفصالي” في شمال سورية، وحل مشكلة اللاجئين المتفاقمة عقب التدخل الروسي “الغير مسؤول” في سورية.
ـ ستحاول تركيا جاهدةً عدم الاصطدام بالقوات الروسية، لتلافي أي عملية تصعيد ممكنة بينها وبين القوات الروسية، ولكن في حال تعرضت القوات الروسية للتحرك التركي، فلن يبقى خيار أمام القوات التركية سوى الرد بالمثل على أي تعرض روسي، وتركيا جادة في ذلك وربما تكون عملية إسقاطها للطائرة الروسية في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي دليلًاعلى أن هذا الخيار مطروح.
ـ فيما يخص قوات النظام؛ تركيا منذ اليوم الأول لانطلاق الثورة السورية وهي تدعو كافة الأطراف إلى التعاون المشترك لإسقاط نظام الأسد الذي يُعد المسبب الأساسي لكافة ما يحدث من أزمات في سورية، ولكن لم يصغي أي طرف للدعوات التركية. بهذا الصدد، ستعمل تركيا على اتباع خطط الدول المتحالفة معها، ولن تتحرك بشكل فردي، لإحداث نتائج أكثر إيجابية.
ترك برس