حتى هذه اللحظة حين يتحدث أي مسؤول أجنبي عن الحصار، يذكر جميع المناطق المحاصرة وما يحدث فيها من تجويع لسكانها، فكأن سياسة الحصار مطبقة بالشكل ذاته في المناطق كافة، فالمناطق المحاصرة صنفتها الأمم المتحدة على ثلاثة أقسام: مناطق يحاصرها النظام كالغوطة والزبداني ومضايا وتلبيسة وغيرها كثير، ومناطق يحاصرها تنظيم الدولة كما يحدث في دير الزور، ومناطق تحاصرها الفصائل الثورية مثل كفريا الفوعة ونبل والزهراء.
ففي التبادل الأخير خرج 250 شخصا من كفريا والفوعة مقابل 250 من سكان الزبداني، لتتناقل صفحات النظام صور الخارجين، فقد كانوا بحالة صحية جيدة ” خدود وردية اللون، ملابس جيدة، ولا علامات عن حصار أو أي علامة من علامات التجويع تظهر عليهم”، في حين أن النظام وكثيراً من المنظمات الإنسانية تعتبر أنها منطقة محاصرة وتعاني من القصف المستمر “للمسلحين” كما يدعي النظام، في المقابل تجد صور أولائك الخارجين من مضايا “هياكل عظمية”، وغير ذلك نلاحظ انتشار كثير من الأمراض مع نقص حاد في جميع مستلزمات الحياة الأساسية، كما وثق الناشطون بالصوت والصورة كثيراً من الحالات.
بشار الجعفري في حديث له على قناة ” سكاي نيوز العربية” اعتبر أن إيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة إنجاز من إنجازات الحكومة السورية، ليؤكد بقوله:” نحن حتى اللحظة ورغم مساعدات الأمم المتحدة لم نتمكن من إيصال المساعدات إلى كفريا والفوعة مثلا، وذلك لأن البلدتين محاصرتين من الخارج من قبل أحرار الشام،وجيش الإسلام .. في حين أن النظام يلقي عبر طائراته الكثير من المساعدات غير التي يتم إدخالها عبر المنظمات الإنسانية، فقبل ساعات من الآن قامت طائرات اليوشن السورية، بإلقاء سلالا مظلية يعتقد أنها تحمل ذخائر وأغذية إلى بلدتي كفريا والفوعة، ولم تكون هذه هي المرة الأولى التي تلقى المساعدات للأهالي.
ليعلن المبعوث الدولي “ستافان دي ميستورا “بقوله: ” تم إيصال مساعدات لأكثر من 500 ألف شخص وقد وصلتهم المساعدات فعلا، كما أخرجنا 515 شخصا من الزبداني ومضايا وكفريا والفوعة لأسباب صحية حرجة”، ففي أثناء المفاوضات التي حصلت في جنيف الأسبوع الماضي طالب “رياض حجاب” الأمم المتحدة بإخراج طفل من مضايا بحالة حرجة جدا بسبب الحصار المطبق والجوع الشديد وانعدام الأدوية، ليكون مصيره الموت في عجز أممي أمام مثل هذه الحالات الإنسانية.
من الظلم المساوة بين من يحاصرون في مناطق خاضعة تحت سيطرة الفصائل الثورية، وما بين مناطق خاضعة تحت سيطرة النظام، فالخارجين من كل منطقة سيماهم في وجوههم تحكي ما عانوه من حصار، لتكون الصورة أبلغ من أي كلام يذكر.
المركز الصحفي السوري – أماني العلي