قتل تحت التعذيب وقصف يومي و ممنهج بشتى أنواع وسائل الدمار يودي يومياً بحياة العشرات من المدنيين ويخلف مئات الجرحى إضافة الى الأضرار المادية، ولكن كل ما يفعله النظام و كل المجازر التي يرتكبها لم تكن كافية في رأيه لمعاقبة الشعب السوري الثائر.
يعمد النظام السوري في كل المناطق التي تخرج عن سيطرته إلى تدمير جميع البنى التحتية للمدن ويستخدم شتى أنواع وسائل الدمار في سبيل القضاء على مستلزمات الحياة الأولية كآبار المياه و المشافي المدنية و معامل الحبوب و المواد الأساسية و المحطات الكهربائية، و يستهدف في قصفه أماكن التوزيع و مستودعات الحصص الإغاثية التي تأتي لمساعدة الشعب السوري.
إذ استهدف الطيران الحربي الروسي يوم السبت 28 تشرين الثاني من عام 2015 بئر الماء الوحيد في مدينة معرة النعمان بريف مدينة ادلب الجنوبي و الذي كان يغذي المدينة بأكملها أثناء تواجد عدد من المدنيين في البئر مما أدى لاستشهاد 3 مدنيين و إصابة خمسة آخرين و تم تدمير البئر و ملحقاته بشكل كامل.
أبو أحمد أحد المصابين جراء استهداف البئر يقول : “عندما انتهت كمية المياه التي كنت أدّخرها في منزلي اتجهت إلى بئر المياه في المدينة و بينما كنت أنتظر دوري لتعبئة المياه قام الطيران الحربي الروسي بإلقاء صاروخ على البئر، فغبت عن الوعي و استيقظت في أحد المشافي الميدانية لأجد نفسي ممدداً على الفراش مقطوع اليد بسبب إحدى شظايا الصاروخ التي أصابتني” .
كما استهدف الطيران الروسي، يوم السبت 28 تشرين الثاني من عام 2015 تجمعًا لشاحنات تحمل بضائع تجارية و مواد إغاثة إنسانية، في بلدة الدانا بريف ادلب شمال سوريا، ما أدى إلى مقتل شخص و إصابة 4 آخرين بجروح إلى جانب احتراق 8 شاحنات، و سبق أن استهدف الطيران الروسي شاحنات في مدينتي اعزاز شمال مدينة حلب وسرمدا شمال مدينة إدلب، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات.
ومن جانب آخر تعتبر المراكز الطبية والمشافي الميدانية هدفاً مباشراً لطائرات نظام الأسد والطائرات الحربية الروسية ، للحد من تقديم خدماتها الطبية للجرحى و المرضى في المناطق الخارجة عن سيطرته بسبب كون المدنيين حاضنة شعبية للإرهاب برأي النظام ، بالإضافة إلى أن النظام استخدم السيارات المفخخة في تفجير بعض المشافي كمشفى الأورينت الجراحي في مدينة أطمة الحدودية بإدلب، حيث استهدف المشفى بسيارة مفخخة ألحقت أضراراً كبيرة في المشفى، وأدت لخروج بعض أقسام المشفى الضرورية عن العمل، إضافة إلى وقوع عدد من الشهداء والجرحى من أطباء وممرضين عاملين داخل المشفى.
خالد أحد الممرضين العاملين في مشفى أورينت الجراحي يقول : ” بينما كنت أعتني بأحد المضابين من قصف النظام لريف ادلب انفجرت سيارة مفخخة في المشفى أدت لتدمير قسم كبير من المشفى وإيقافه عن العمل، إضافة إلى عدد من الشهداء والجرحى تبين فيما بعد أن قوات النظام هي من استهدفت المشفى.
لكن كل المحاولات من قبل كتائب الثوار لتأمين مشافي ميدانية بعيد عن التجمعات السكانية وتأمين كمية كافية من الماء والقمح وجميع المستلزمات الحياتية، كانت تنصدم بقصف النظام و استهدافه لها ويستمر النظام بتضييق الخناق على الشعب الثائر وارتكاب المجازر بحقه في ظل الصمت الدولي.
محمد المحمود
المركز الصحفي السوري