أطلق ناشطون وفنانون معارضون للنظام السوري، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تهدف إلى تسليط الضوء على مجازر النظام السوريّ الكيميائية بحق السوريين والدعوى إلى محاسبته.
وشارك في الحملة التي جاءت بتنظيم من “مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا”، عدداً من السوريين والنشطاء الإعلاميين والإنسانيين من الداخل السوري ودول اللجوء، كما شارك فنانون بينهم “عبد الحكيم قطيفان”.
المحاسبة.. واجب أخلاقي:
وقال “قطيفان” في الفيديو الترويجي للحملة، إنّ محاسبة النظام السوري على مجازره الكيميائية بحق السوريين، واجب أخلاقي. وأردف: “لنقف سويةً، يداً واحدة، لأجل عدالة منتظرة، لأجل حقوق ضحايانا، لأجل أهلهم، لأجل وطن خال من السموم الفتاكة.. نعم لدعم الحملة الوطنية لمحاسبة نظام الأسد لاستخدامه الأسلحة الكيميائية”.
وركزت الحملة التي انطلقت مساء أمس الأربعاء على البث المكثف لمقاطع مصوّرة وهاشتاغات باللغتين العربية والإنكليزية من خلال المشاركين بالحملة، على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى نشر صور توثق ضحايا المجازر الكيميائية في سوريا بهجمات النظام السوري، وبدعم ومُباركة روسيّة.
عن الحملة:
قال المتحدث باسم مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا “أحمد الأحمد”، لـ”بروكار برس”، “إن الهدف من حملة “محاسبة النظام على جرائمه واجب أخلاقي”، هو التذكير بجرائم الأسلحة الكيميائية، التي عمل المركز على توثيقها منذ عام 2013 وحتى يومنا هذا، فضلاً عن تجديد المطالب بمحاسبة المسؤولين عنها وعدم السماح بإسقاطها مع مرور الزمن” والتأكيد على مواصله الدرب والسعى حتى تحقيق العدالة التي طال انتظارها من قبل ذوي الضحايا.
وأشار “الأحمد” إلى أنّ الحملة ستستمر لثمانية أيام بدءًا من الأول حتى الثامن من نيسان/ أبريل الجاري، حيث تتزامن هذة الحملة مع ذكرى مجزرتي خان شيخون التي وقعت في الرابع من نيسان/ أبريل 2017، وذكرى مجزرة دوما في السابع من نيسان/ أبريل 2018.
ووجّه الأحمد، نداءً لكافة مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية و الناشطين للمشاركة بهذه الحملة دعماً لأهدافها وسعياً للمطالبة بمحاسبة المتورطين باستخدام هذة الأسلحة المحظورة دولياً.
واعتبر أنّ “اليوم بات الصغير قبل الكبير مدركاً لحجم الضرر الذي قد تلحقه الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في حال تم استخدامها لأغراض عسكرية، وانتشار فيروس كورونا الذي يهدد العالم أجمع خير دليل لذلك نسعى من خلال هذة الحملة أيضاً بمطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه ذلك وببذل المزيد من الجهد لتخليص العالم من هذة الأسلحة ومنتجيها ومستخدميها”.
أبرز الهجمات الكيميائية.. مناطق وأرقام:
يوم 21 آب/ أغسطس عام 2013 كان فاتحة الهجمات الكيميائية في سوريا، إذ هاجمت صواريخ تحمل مواد كيميائية أهالي الغوطة الشرقية ومعضمية الشام بالغوطة الغربية، لترتكب واحدة من أفظع المجازر في سوريا، قضى في إثرها أكثر من 1450 شخصاً أغلبهم من الأطفال.
وأكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” حينها، توفر أدلة لديها توضّح وقوف النظام السوري وراء مجزرة الغوطة، بينما تقرير لجنة التفتيش التابعة للأمم المتحدة الذي صدر في 16 أيلول/ سبتمبر 2013 لم يحمل مسؤولية الهجوم لأي جهة أو طرف.
وفي 4 نيسان/ أبريل 2017 راح ضحيّة هجوم النظام الكيميائي على مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، أكثر من 100 مدنيّ معظمهم من النساء والأطفال جراء استهداف الطيران الحربي أحياء المدينة السكنيّة بصواريخ محمّلة بغاز السارين السام.
وشنت قوات النظام السوري في 7 نيسان/ أبريل عام 2018 بهجومين منفصلين بالأسلحة الكيميائية من قبل الطيران التابع للنظام السوريّ على الأحياء السكنيّة في المدينة، الأوّل قرب مبنى فرن السعدة، تسبب في إصابة 19 مدنياً في حالات اختناق شديد وضيق تنفّس، والهجوم الثاني بالقرب من ساحة الشهداء راح ضحيّته 39 مدنياً معظمهم نساء وأطفال، بحسب تقرير “الشبكة السوريّة لحقوق الإنسان”.
ونفّذ النظام السوريّ 262 هجوماً كيميائياً في سوريا، راح ضحيتهم 3423 قتيلاً و13947 مُصاباً، بحسب “مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا”.
ووفقاً للمركز، فإنّ هجمات كيماويّة على ست مناطق سوريّة وهي “كفرزيتا وسراقب والتمانعة وتلمنس وسرمين وخان شيخون” تثبت تورط النظام السوري في ارتكابها من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
نقلا عن بروكار برس