استغل مهاجرون عرب المأساة السورية لتقديم طلبات لجوء في اليونان على أنهم فارون بحياتهم من أخطار الحرب في سوريا، وذلك في محاولة لتجاوز الإجراءات الصعبة للحصول على أوراق ثبوتية رسمية في بلد يعتبر بوابة منطقة الاتحاد الأوربي.
وجاء ذلك نتيجة صعوبة حصول مواطني الدول العربية المستقرة على وثائق اللجوء من أثينا لأن بلادهم تعد آمنة، وخارج نطاق الصراع، إلى جانب الاكتظاظ الكبير في مخيمات جُزر بحر إيجة مثل “كوس ولسفوس وخيوس” مع استمرار تدفق المهاجرين بينهم السوريون وجنسيات عربية اخرى.
وأكد اللاجئ السوري ياسر المصطفى لـ “أورينت نت” أنه خلال إقامته في جزيرة “ليسفوس” اليونانية داخل المخيم المكتظ بالمهاجرين شاهد مهاجرين من دول عربية يقفون أمام غرفة التسجيل في الأيام المخصصة لتسجيل السوريين، مبينا أن الموظفين المسؤولين كانوا يخصصون يوما للسوريين واليوم التالي للجنسيات الأخرى من المهاجرين.
وقال المصطفى كان يتفاجأ حين يسمع شبانا عربا لا يتحدثون باللهجات السورية انضموا لصفوف اللاجئين السورين، منهم اللبناني الذي يدعي أن والده سوري وأمه لبنانية، وعراقيون يدعون أنهم من الجزيرة السورية وأردنيون يقولون إنهم من درعا وأن الاختلاف باللهجة يعود لسنوات النزوح في الدول المجاورة.
“سوريون مزيفون”
وعاش الشاب السوري سنة ونصف السنة في المخيم المغلق تعرف خلالها على أربعة شبان يسميهم “سوريين مزيفين ” أحدهم من لبنان وآخر أردني واثنان عراقيان، الأول من البصرة، والثاني من شمال العراق يتحدث بلغة عربية ركيكة قدم أوراقه لليونانيين ككردي سوري من الحسكة، رغم أنه يتكلم اللهجة الصورانية وليس لهجة أكراد الحسكة “الكرمنجية”.
وكان التحدي الوحيد أمام هؤلاء الشبان الذين يتقنون العربية، هو اتقان اللهجات السورية لاقناع زميلهم السوري “ياسر المصطفى” الذي يتقن اللهجات السورية جميعها ويفرق بينها فهو من الجزيرة السورية ودرس في بيروت ودمشق، غير أن لهجاتهم لم تكن عائقا أمام قبول ملفاتهم بسرعة في “دائرة اللجوء” على اعتبار أنها لا تستطيع التمييز بين اللهجات العربية بسهولة، فخداعها هيّن عليهم بأوراق وهوية وإخراجات قيد مزورة وربما مسروقة.
وبين اللاجئ السوري أن السلطات اليونانية أحست بهذه الظاهرة ما أثر سلبا على إجراءات قبول السوريين فأمست بطيئة في مراكز اللجوء بسبب التدقيق والتمحيص وتمديد زمن المقابلات إلى نحو 8 ساعات.
وتعاونت المفوضية لشؤون اللاجئين مع المكتب الأوروبي لدعم اللجوء (ايازو) في مكاتب مشتركة همها الأول إخضاع اللاجئين لمقابلات كشف اللغة عبر توظيف مترجمين عرب وأكراد لكشف اللاجئين “السوريين المزيفين” لكن هذا الإجراء لم يستطع القضاء على هذه الظاهرة بعد.
المصدر أورينت