نحن نرفض، لا نقبل، الأمر متروك للشّعب، المعارضة، الموالاة.. كلمات تشبه الألغاز. الجميع صناعة صينيّة بسندات دين أميركيّة.
يتبارى السّوريون الذين يتركون النّظام في الانضمام إلى معارضة تموّلهم أو تقدّمهم، وقد قدّم أغلب القائمين على القتل، أو الذين نظفوا أيديهم تحت اسم الثورة طلبات الانتساب إلى حزب البعث الرّوسي في غرب سوريّة، مقابل الانتساب إلى حزب البعث الأميركي في شمالها، وضمن كل حزب ثمة أنصار لحزب الله الروسي/الأميركي.
روسيا تحبّ رائحة البحر، وأميركا مغرمة برائحة الغاز والنّفط مع أنها أغنى الدول نفطياً. أما الدول الإقليميّة وعلى الرغم من دكتاتورية حكامها فإن شأنها شأن الشّعوب العربية يتلخص موقفها غير المعلن في “نعم سيّدي الأميركي”.
ماذا نقول للأمهات اللواتي قتل أبناؤهن تحت التّعذيب، أو في مهمّات عسكرية، هم مخيّرون بين قبولها أو الموت؟
بإمكاننا القول، إنّ المصالحة الوطنيّة ستكون على حساب تلك الجثامين التي دفنت أو تناثرت، وبإمكان النّساء والأطفال ومن تبقى من الرّجال البدء بإقامة عزاء جديد يكون فيه النّدب سيّد الموقف.
عندما يبدأ النّدب في سوريّة سترّش الطّائرات النّدابين، والنّدابات بالورود بدلاً من البراميل، وربما ترسل روسيا للقائد قطرة مدّرة للدّموع قبل أن يلوّح للنّدابين بيده الطويلة، ويخرّ ساجداً أمام عرش بوتين.
ولو ابتعدنا عن الحديث عن النّظام الحالي الذي هو النّظام القادم، نرى أن الكثير من المعارضين في الغرب السّوري يقف في صفوف طويلة يطلب من روسيا أخذه بعنايتها إلى وظيفة تدرّ عليه المال، أو بمعنى آخر إلى منصب حكومي.
ما هو الحلّ؟ وعلى ماذا سيتمّ الاتفاق؟
الحلّ ليس في فيينا. الخراب الذي تمّ في عقل الإنسان العربي بشكل عام، والإنسان السّوري بشكل خاص كان منذ ستين عاماً، وربما منذ بدء قضيّة اللاجئين الفلسطينيين الذين تفرّج العالم على مأساتهم، حيث تمّ تجهيل الشّعب وإفقاره من الدّكتاتوريّة العالميّة، ثمّ تفتيت الآراء بين الأحزاب والزعماء، وهذا ما يجري في سوريّة، وفي يوم من الأيّام المقبلة سيكون مكوّن سوريّة من شعوبها الأصليّة يشبه مكون القارة الأميركية من الهنود الحمر.
العربي الجديد