يعاني أكثر من 10 آلاف فلسطيني وسوري يعيشون في مخيم خان الشيح الفلسطيني، جنوب مدينة دمشق، من هجمة عسكرية شرسة تشنها قوات النظام السوري على مخيمهم، إضافة إلى حصار تام ومنع دخول مواد غذائية للمخيم، لليوم الحادي عشر على التوالي، بالرغم من خلو المخيم من أي نشاط عسكري معارض.
يقول محمد علي، من أبناء المخيم، لـ”العربي الجديد”: “نفدت الأدوية، ولا يوجد خبز في المخيم منذ أسبوعين، كل مناشداتنا للمنظمات الفلسطينية والدولية للتدخل لم تُجدِ نفعاً، يتعرض مخيمنا لتدمير ممنهج من طائرات النظام، بالرغم من خلوه من قوات المعارضة، وهي رسالة واضحة من النظام لأهالي المخيم مفادها: لا نريدكم هنا بعد الآن”. ويضيف “هكذا يقاوم النظام السوري إسرائيل”.
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” أعلنت، بدورها، عن إغلاق كافة المدارس التي تديرها في المخيم، بعد تعرض إحدى المدارس لقصف مباشر، داعية إلى وقف الأعمال العدائية تجاه المناطق المدنية في المخيم.
وعلى إثر القرار، اعتصم العشرات من أبناء المخيم، أمس الثلاثاء، أمام مقر “أونروا” في المخيم، مطالبين الوكالة بتحمل مسؤولياتها وإعادة فتح المدارس، ومنددين بالقصف الذي يتعرض له المخيم. ورفع المعتصمون شعارات “نريد خبزاً” و”مخيمنا خال من السلاح والمسلحين” و”أريد أن أتعلم”.
أطفال المخيم يريدون الأمان والتعليم (فيسبوك)
وسلّم عدد من أهالي ووجهاء المخيم كلاً من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، ومنظمة التحرير الفلسطينية، والفصائل الفلسطينية، مذكرة طالبوا فيها بإيقاف القصف على المخيم، مذكّرين بأن المخيم يخلو من السلاح، كما نادوا بتوفير طريق آمن من القناصة والقصف لخروج ودخول الأهالي منه وإليه، وتوفير الخبز للأهالي، والدواء للأطفال والنساء والشيوخ.
كما دعت المذكرة “أونروا” إلى فتح مدارسها، وتوفير خدماتها للأهالي المحاصرين في المخيم. وناشدت منظمة التحرير الفلسطينية وفصائل العمل الوطني الفلسطيني تحمل مسؤولياتها والحفاظ على المخيم وحمايته.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت، في بيان صادر عنها، اليوم الأربعاء، تعرّض مشفى زياد البقاعي، وهو المشفى الوحيد في بلدة خان الشيح، للقصف بالبراميل المتفجرة، في الخامس من الشهر الجاري.
وقال مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني: “لا يوجد فرق بين تهديد الأهالي بالسلاح الأبيض أو الناري، أو تجريف بيوتهم مباشرة، لإجبارهم على الهجرة والرحيل، وبين حصارهم وقصفهم واستهداف مدارسهم ومشافيهم ومراكزهم الحيوية على مدى عدة أشهر أو سنوات، لأن النتيجة النهائية تكون واحدة، وهي التشريد القسري، والتغيير الديموغرافي”.
ويقع مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين جنوب غربي مدينة دمشق، على طريق دمشق القنيطرة. وشهد حركة نزوح كثيفة منذ بداية الأزمة، ويعيش فيه اليوم نحو 10 آلاف شخص، بينهم 3 آلاف طفل، و250 امرأة حاملا و2500 طالب.
العربي الجديد