كانت الشهادة في الجلسة الخاصة لمجلس الأمن الدولي حول استخدام غاز الكلور في سرمين وحولها ، بعد غاز السارين مستوفية كل شروط التوثيق ..
والشهود : ثلاثة أطباء سوريون أبطال معالجون ، وضحايا ناطقون ، استطاعوا أن يصمدوا أحياء ، وأن يدلوا بشهاداتهم الحية أمام عقول وقلوب الجميع…
وكانت لشهادة مستوفية حقوقيا ، حاسمة علميا ، لا تترك مجالا لمتشكك ولا لمشكك بل تقمع الباطل بحق يقذف عليه فيجعله زاهقا ، ومع ذلك يستمر في رواغهم المراوغون..
فأداة الجريمة الإرهابية 🙁 الطائرات ) ، التي ألقت بالبراميل المحشوة بالديناميت والكلور ، تسقط كل شبهة أن يكون إرهابي آخر غير الإرهابي بشار هو الذي ارتكب الجريمة ؛ كما تعود هو وداعموه من المجرمين حول العالم في كل مرة أن يقولوا مفترين ومراوغين …
ثم كانت (الصورة ) هي الشهادة الأبلغ ، صور الأطفال الثلاثة بأجسادهم الغضة يحشرجون ويزبدون و يموتون، كان صفير الموت المتلجلج في صدورهم ينظم قصيدة هجاء ، تلعن كل أولئك القادرين على وقف الجريمة ولا يفعلون …
وثقت شهادة الموت : وفاة الأطفال الثلاثة بأسمائهم وأعمارهم ووالديهم الذين قضوا معهم في جريمة نستطيع أن نسمها بأنها جريمة العصر التي نتجت عن لتحالف بين الحبرين الأعظمين : حبر روما وحبر قم ، حلف تاريخي كذلك الذي قيل أن جريمة الصلب المزعومة قد تمت بموجبه .
على مسرح مجلس الأمن اغتصبت ( لقطة ) الموت تفترس نسمات الحياة في صدور الأطفال دموعا من بعض العيون فذرفت ، ولكن هذه الدموع حار فيها المحللون ، فرآها البعض دموعا كاذبات كتلك التي تعلق بمحاجر التماسيح ، وأولها أحسنهم طريقة بأنها بعض علامات الضعف الإنساني لم يستطع أصحابها إلى كبتها أو إلى مواراتها سبيلا ..وبالتداعي مع تلك الدموع كان آخرون من مرتكبي الجريمة وداعيمها يشبعون حالة سادية طالما غذوها بمشاهد القتل والموت تفتك في أجساد الأبرياء ..
وبين هذا وذاك ، كتب مراسل مستعمرة (أسدية) في قلب المملكة البريطانية العظمى عن الاستخدام للغاز المزعوم …المزعوم …المزعوم
ولو بكى قادة بريطانيا (العظمى ) عليها ، أو على أنفسهم لما آل إليه أمرهم على أيدي هؤلاء الشبيحة المستعمرِين ؛ لكانوا أولى بالرثاء وبالشفقة والبكاء من شعب سورية المبتلى بهم ، وأولى بالدموع من صدور أطفالها المختنقة بغاز الكلور أو بغاز السارين …
مرت الشهادة الكارثة في مجلس الأمن ، وخرج مشاهدو التراجيديا ، من حفلتهم ، ومسحوا بلطف بأطراف مناديلهم أعينهم ، حرصا ألا يختلط كحل الأعين بروج الخدود ..
ثم ليصل خبر بعد خبر ما زالت حرب الإبادة مستمرة ، ومازال الأطفال على أرض سورية يختنقون .
زهير سالم – مركز الشرق العربي