تمر الساعات والأيام لحرب غامضة، لا يعرف هدفها، شنتها روسيا على دولة جارة، وهل هكذا يكون حق الجار؟!، عادت الحرب الأوكرانية بالذاكرة للوراء للكل النازحين السوريين والمهجرين، على لحظات عاشوها بأدق تفاصيلها، لكل صوت رصاصة بندقية أو قذيفة مدفعية، العالم اليوم أمام شاشات التلفزة يشاهد الحرب الأوكرانية، “السورية سابقاً” فالمنفذ واحد والأبواق واحدة، حتى الاتهامات نفسها، تلصق بالأوكرانيين، كما أطلقها النظام سابقاً على السوريين، في مشهد يختزل التجربة السورية، وبالتالي فإن أوكرانيا توأم المعاناة السورية من ذات اليد المجرمة.
يترقب مجموعة من الشبان السوريين في تركيا، مجريات الأحداث لحظة بلحظة، لالتقاط خبر من هنا أو هناك، عن سقوط طائرة روسية، أو نسف رتل له، في شعور بالثأر لأجساد الأطفال التي مزقتها صواريخ روسيا اللعينة، لكي تدفع فاتورتها الكبيرة التي سجلتها في كتب التاريخ الحديث بأرض سوريا.
يقول “خالد” وهو طالب جامعي، إن روسيا قد طغت كثيرا بحق القريب قبل البعيد، أكثر من دول النازية والفاشية التي بسببها تعلن الحرب، بل قد فاقتهم بالإجرام، بيوت تقصف ومشافي وسيارة إسعاف، نعم روسيا تعيد سيرتها الأولى، التي عرفها العالم بها، عن أخلاقيات الجيش الروسي في حروبه.
يضيف لقد أوغلت روسيا بقتل الأبرياء من السوريين، وتدمير بيوتهم، من أجل أطماعها غير المشروعة في بلد يفصلها عنها دول وبحار، لكن ضعف النظام جلب تلك الأطماع، وأعطاها التحكم بوقائع الأرض، ونشر جذورها أكثر فأكثر في تلك المساحة الصغيرة من الجغرافيا.
فيما يعبر صديق له يدعى “زيد” وهو من طلاب الجامعة، عن استعداد أهله وأقاربه لاستقبال العوائل الأوكرانية، في منازلهم التي هم بالأساس لاجئون فيها، ما يعبر عن كمية الروح الإنسانية والتضامن الذي يتحلى بها الشخص السوري، بالرغم من معاناته الكبيرة التي آلمت شعوب العالم، وحبه الشديد لتقديم يد العون لمن يحتاج.
ويكمل بتعبير آخر، “لن نقول لهم ارجعوا أو سئمنا منكم، بل كما يقول المثل المعروف في المجتمع السوري، “الصدر إلكن والعتبة إلنا” لينمَ عن الوجه الحقيقي والمعدن الأصيل والأعراف التي تربت عليه الأجيال في هذه البقعة المباركة، ليكونوا خير خلف لخير سلف.
قصة خبرية / طارق الجاسم
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع