صحيفة العرب
السياسة الروسية التي لم تتغير جوهريا تجاه الأزمة السورية منذ بدء الانتفاضة قبل أربع سنوات حتى الآن، وأوضح أن هذه السياسة مازالت تتبنى موقف السلطة السورية بالكامل ودون تحفظ وتقول معها إن الانتفاضة السورية ليست ثورة، وإنما هي من فعل مغامرين وإرهابيين وعملاء لدول الخارج، لافتا إلى أن هذه السياسة تمسكت بالموقف الرسمي السوري ولم تتخلّ عنه منذ الأيام الأولى ودافعت عنه في مجلس الأمن حيث صوتت بالفيتو ضد مشاريع القرارات التي أحيلت إليه لحل الأزمة عندما ترفضها السلطة السورية وتعتبرها غير مناسبة ولا مقبولة، حتى أن المندوب الروسي استخدم الفيتو ضد مشروع قرار تقديم مساعدات إنسانية للشعب السوري، وأشار الكاتب إلى أنه يمكن فهم المشروع الروسي الأخير القاضي بجمع المعارضة في موسكو، ثم تهيئة لقائها مع وفد السلطة في ضوء تحالف السياسة الروسية مع السلطة السورية، منوها إلى أن المعارضة تعتبر هذا المشروع، من أوله إلى آخره، إنما هو حراك لخدمة السلطة السورية لا مبادرة لحل الأزمة، ورأى الكاتب أن المحاولة الروسية تهدف إلى مساعدة السلطة التي تراجعت عسكريا أو، على الأقل، لم تستطع أن تتقدم وتحقق انتصارات، مبينا أنها تأتي في وقت تمر فيه سوريا بأضعف ظروفها الاقتصادية، على أمل أن تؤدي هذه المحاولة إلى بعض الانفراج وتُقنع بعض المعارضين بتغيير مواقفهم أو على الأقل أن تُشكِّل حراكاً في الوقت الضائع، ريثما توجد ظروف جديدة أفضل تقود إلى إمكانية البدء في حل الأزمة السورية، ولتوحي بأن سكوت الولايات المتحدة ومن ورائها أوروبا على عدم مهاجمة المشروع الروسي يعني الموافقة على الجهود الروسية، سواء لملء الفراغ الناجم عن توقف الجهود الأخرى الفعالة لحل الأزمة، أو لإشغال الوقت الضائع