تتوالى الأيام يوما بعد يوم وتتوضح طبيعة النظام الايراني الإرهابي المثير للحروب، وأصبح اعتماد سياسة حاسمة ضد هذا النظام ضروريا أكثر فأكثر في المنطقة وفي العالم. هذا النظام الذي وصف حقا بأنه هتلر الشرق الأوسط الجديد و الذي ارتكب أعظم الجرائم بعد الحرب العالمية الثانية.
قدمت سياسة الاسترضاء في السياسة الخارجية، وللمرة الأولى قبل ثلاثة عقود، كنوع من الرؤية السياسية والنهج العملي في مقابل النظم الديكتاتورية.
ووفقا لمبتكري هذا الخط السياسي، تستطيع سياسة الاسترضاء ان تستميل وترضي النظم الدكتاتورية وكما انها طريقة فعالة للتعامل مع الدكتاتوريين. وبمعنى اخر، بالتسليم وقبولهم، وحتى إعداد الترتيبات الدبلوماسية لمطالبهم التوسعية من خلال التفاوض معهم وإبرام الصفقات والعقود ..وبطبيعة الحال، سيعم السلام في أوروبا على حساب الطرف الثالث.
وكان الهدف المعلن لهذه السياسة هو تجنب ومنع نشوب حرب بين القوى العظمى في أوروبا.ولكن حسب شهادات التاريخ السابقة ، كلما تقدمت سياسات الاسترضاء والتهدئة ، فإن الدكتاتوريين وصناع الحروب ، وعلى رأسهم هتلر، أصبحوا أقوى وأكثر نشاطا مع الوقت.
وفي نهاية المطاف وصلت أوروبا والعالم كله الى حافة الحرب (الحرب العالمية الثانية).
سياسة الاسترضاء هذه منذ عام 1937، بدات في زمن رئيس الوزراء نيويل تشامبرلين في المملكة المتحدة، الذي بشكل فعال بنشاط في كل جوانب جدول أعمال الحكومة البريطانية. وقد أظهر الكثير من الجهود والمثابرة في تنفيذ هذا الخط السياسي. في البداية، يبدو أن هذه الخطة حققت بعض النجاح. ولكن في النهاية، أعطت سياسة تشامبرلين في “ذروة النصر” استراحة نهائية وصادمة لسلام أوروبا. حيث وقعت الكارثة الهائلة وغير المسبوقة على العالم بأسره (اندلاع الحرب العالمية الثانية).
“سياسة الاسترضاء”، التي سميت باسم رئيس الوزراء البريطاني تشامبرلين، والذي سجل التاريخ اسمه بعد توقيع معاهدة ميونخ المروعه عام 1938 ،هذه السياسة التي كانت نتيجتها الحرب العالمية الثانية مع 60 مليون قتيل في أوروبا.
في تاريخ إيران المعاصر، خلال الـ200 سنة الماضية لم يتمتع نظام في ايران بقدر ما تمتع به نظام الملالي الحاكم الان في ايران في ظل سياسيات الاسترضاء والاستمالة المنتهجه تحت حماية الغرب. هذه السياسة التي بعثت الروح من جديد في جسد هذا النظام الذي اقترب سقوطه الحتمي على يد الايرانيين انفسهم ناهيك عن التدخل الايراني المعطل لاستقرار الدول المجاورة ودورها في تخريب ودمار المنطقه كلها.
اتباع هذه السياسة نفسها في عام 2003 عند احتلال امريكا للعراق والذي كانت نتيجتها تقديم العراق لايران على طبق من ذهب وباعتراف النظام الايراني نفسه استطاع في ظل هذه السياسات ان تصول وتجول في اربع دول عربية اخرى. المقاومة الايرانية التي هي وحدها اول من فضحت وافشت مخططات النظام الايراني عن مشروعه للحصول على القنبلة الذرية، قد حذرت قبل 14 عاما عن تدخلات النظام الايراني في العراق وفي دول المنطقة الاخرى وتم وصف هذه التدخلات بانها اخطر مئة مرة من البرنامج النووي.
مريم رجوي للمرة الاولى منذ (23 ديسمبر 2003) اطلقت اول التحذيرات (التدخل الايراني في العراق اخطر مئة مره من التهديد النووي والذري) .
وعندما قصف بشار الاسد الغوطة الشرقيه يوم 21 أغسطس/آب 2013 وضع اوباما الخطوط الحمراء بشأن الأسد تحت قدمه مستفيدا من بدء المفاوضات حول النووي الايراني والتي اراد ان يكسب منها امتيازا يعطى له من نظام الملالي الحاكم في ايران.
وثائق تعاون القاعدة مع ايران عندما قتل بن لادن على يد الامريكان والذي ابقاها عمدا اوباما سرا مخفيا حتى لا يتعرض النظام الايراني للضغوط .
هذه السياسات نفسها التي ابقت المعارضه الايرانيه ولمده 15 عاما مثبتة على لوائح الارهاب حتى يتسنى للنظام الايراني النجاة من تهديدات السقوط الحتمي على يد الشعب الايراني.وفي عام 2009 عندما كان الشعب يردد شعارات سقوط النظام في شوراع طهران كان اوباما منشغلا في كتابة الرسائل للخامنئي.
ومما لا شك فيه كانت هذه السياسة سببا في دمار وخراب سوريا وقتل اكثر من نصف مليون شخص و نزوح أكثر من 12 مليون شخص في سوريا. كما انها سبب كل المجازر الوحشية بعد احتلال العراق التي تمت على يد المليشيات التابعة للنظام الايراني في العراق ضد الشعب العراقي الذي حصد أرواح مئات الالاف.
الاعلان عن أن الحل في مواجهة خطر الغزو الايراني للمنطقة يكمن في التخلي عن سياسات التسوية القائمة واتخاذ سياسات الحسم ضد النظام الايراني، يمثل خطوة الى الامام، ولكن لم تتخذ هذه السياسات شكلا ماديا حتى الان ولتتخذ هذه السياسات الشكل المادي المطلوب يجب علينا البدء من سوريا وذلك لان النظام الايراني اعلن عدة مرات ومرات ان سوريا هي خط الدفاع الاول، وعليه فان اخراج الثقل الايراني من سوريا وكذلك اخراج الحرس الثوري الايراني والمليشيات المرتبطة به مثل (حزب الله والمرتزقة العراقية والافغانية ) ستكون من اولويات سياسة الحسم ضدالنظام الايراني .
كما ان المفاوضات مع هذا النظام الايراني في اليمن ولبنان والعراق وسوريا نفسها تقع في بوتقة سياسات الاسترضاء والتي كانت سببا في هذا الكم من القتل والمجارز و زياده تدخل هذا النظام في المنطقة.
إن التقاعس أمام الوجود الإيراني في سوريا هو ترجمة مادية لسياسات الاسترضاء الذي افضى بدوره الى تدخل اكبر للنظام الديني الايراني في كل من اليمن ولبنان والعراق وهو بدوره اصل المشكله نفسها.
علي قائمي