لندن: «الشرق الأوسط»
في آخر إحصائية لها قالت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» إن عدد الإعلاميين الذين قتلوا في سوريا خلال السنوات الأربع الدامية بلغ 463 إعلاميا، منهم 399 صحافيا وناشطا إعلاميا قتلوا على يد النظام السوري، و28 منهم على الأقل قضوا تحت التعذيب. وأشارت الشبكة في أحدث تقرير لها إلى أن 1027 إعلاميا خطفوا أو اعتقلوا في سوريا.
واعتبرت الشبكة في التقرير الذي حمل عنوان «في قاع الهوية» ووثقت فيه الانتهاكات المرتكبة بحق الإعلاميين من قبل كل أطراف النزاع، أن المواطن الصحافي لعب دورًا مهمًا في نقل ونشر الأخبار، وهو ليس بالضرورة شخصًا حياديًا، كما يفترض أن يكون عليه حال الصحافي، ونوهت إلى أن صفة المواطن الصحافي تسقط عنه عندما يحمل السلاح ويشارك بصورة مباشرة في العمليات القتالية الهجومية.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن الأحداث الدامية في سوريا خلفت 463 قتيلاً من الإعلاميين، قتل القسم الأكبر منهم على يد قوات النظام، وبلغ عددهم 399 صحافيًا وناشطًا إعلاميًا، 28 منهم قضوا تحت التعذيب. بينما قتل تنظيم الدولة 27 صحافيًا وناشطًا إعلاميًا بينهم 3 أجانب، وقتلت «جبهة النصرة» المرتبطة بالقاعدة 6 إعلاميين. كما قتلت فصائل المعارضة السورية 20 صحافيًا وناشطًا إعلاميًا، بينهم 3 سيدات.
وأشارت الشبكة السورية إلى أن 1027 إعلاميا خطفوا أو اعتقلوا في سوريا، نحو 868 إعلاميا منهم خطفوا أو اعتقلوا على يد قوات النظام، بينما اعتقلت القوات الكردية 24 إعلاميا.
ومن جانبه، اعتقل تنظيم الدولة 62 إعلاميا، بينهم 13 أجنبيًا، واعتقلت «جبهة النصرة» 13 إعلاميا، بينما اعتقلت فصائل المعارضة 42 إعلاميا.
اعتمد التقرير بشكل رئيس على أرشيف وتحقيقات قامت بها الشبكة، إضافة إلى روايات أهالي وأقرباء الضحايا، والمعلومات الواردة من النشطاء المحليين، وتحليل الصور والفيديوهات التي تحتفظ الشبكة بها في سجلاتها الممتدة منذ عام 2011 وحتى الآن.
وقالت هدى العلي الباحثة في الشبكة السورية لحقوق الإنسان: «عملت السلطات السورية بكل ما أوتيت من قوة على مصادرة الحريات ومحاولة التعتيم الإعلامي الشامل على جرائمها منذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية في مارس (آذار) 2011، واتبعت سياسة المصادرة والإقفال والإقصاء لكل صوت إعلامي مخالف لها، بغية طمس حقائق مجريات الأمور التي تحدث على الأرض».
وتابعت أن «السلطات جيّشت آلتها الإعلامية لتضليل الرأي العام داخليًا وخارجيًا، ونسفت الصورة التي كان ينقلها الناشطون على الأرض، متهمة إياهم بالعمالة للخارج والفبركة الإعلامية. كما دأبت على ترسيخ ثقافة الخوف والرعب في صفوف معارضيها من الإعلاميين».