هل ستنال سورية الحرية الحتمية أم ستبقى صاعقة الاحتلال تضرب أراضيها ؟!
أسست الدولة السورية عام 1918 بعد خروج العثمانيين من أراضيها ، سنتان من الاستقلال غُرس فيها ( وعي سياسي وثقافي ، وأحزاب وبرلمان ، ونشاطات عدة )
لم تستمتع سورية بهذا التطور سوى سنتين لتشهد الاحتلال الفرنسي الذي غير مجرى السياسة فيها ورسم طرق احتلال ترعب الأهالي وتحد من أعمال الأحزاب وتضعها ضمن المراقبة .. انتهى الاحتلال الفرنسي باستلام حزب البعث عام 1963 .
*طغاة الشام*
عملية انقلاب ضمن حزب البعث (مارسها حافظ الأسد ) ، يأس سورية من الاحتلالات ، ومعاناتها من ذاك الحزب الظالم كانت كفيلة أن تسمح لحافظ الأسد استلام الحكم في سورية ، والترحيب به !
ولاسيما بعد إظهار نفسه مظهر المنتصر في حرب تشرين .
شهدت سورية ظلم واستبداد تحت ظل حكم حافظ الأسد ، وآخر ما شهدته هو (الجبهة الوطنية التقدمية) ، التي لا تسمح لأي حزب أن ينشأ في سورية إلا إذا كان ضمنها ، ولا يستطيع أن يكون ضمنها إلا إذا كان مواليا لحزب البعث ، هذه ليست سوى تمثيلية أمام الشعب لزرع الأوهام بوجود تعددية ، وأحزاب ، وديمقراطية
(2000) عام انجلاء الطاغي حافظ الأسد ليس من سورية فقط بل من الحياة ، عاد الأمل من جديد في قلوب الشعب للعودة إلى الحرية المنشودة ، لكن سرعان ما تلاشى هذا الأمل بأكبر مهزلة شهدتها سورية ، اللعب على الدستور ، مجرد دقائق تم تغيير أحد بنود الدستور ( لا يستطيع أن يستلم الحكم دون عمر ال40 وعمر بشار 34 مجرد دقائق تم تغيير هذا البند ليناسب عمر الطاغي الثاني ويسمح له باستلام الحكم !
سار بشار مسير والده بالوعود الكاذبة والوهم المحلي بداية أطلق سراح المعتقلين ، هنا عادت سورية للوعي الثقافي والسياسي ، زادت الحركة السياسية والأحزاب ، لكن هل سيستمر الوعي والانفتاح الثقافي والسياسي أم لبشار رأي وعمل آخر .
تلاشي حلم الحرية واستقبال حرب دامية !!
أظهر بشار بعد تمكنه من الحكم وجهه الثاني وغايته الحقيقة ,
(اعتقالات ، إطلاق عمل يد مخابرات ، إعادة الشعب السوري إلى نفق الصمت والجهل والرعب ، الحد من الانفتاح السياسي ) ، بدأ امل الشعب يتلاشى شيئا فشيئا ، تاريخ حافظ يعيد نفسه !
الى متى سنبقى ننتظر !
أليس لنا نصيب من الحرية !
هنا تعالت أصوات الشعب وضاقت ذرعا من الظلم والاستبداد ، ومن النظام الذي بدا مرتاحاً إلى قوته ، معتقداً أن الربيع لن يعود للأراضي السورية ، لكن تسللت من نفق الصمت أفكار سياسة تمتلك الشجاعة، أبت الوقوف ومشاهدة الظلم ، لا تريد للرعب أن يخيم في قلوبها ، خرجت لتقف ضد الاستغلال وتطالب بحقوق الشعب المسلوبة ، بدأت الأصوات ترتفع وتطالب بإلغاء قانون الطوارئ ، وتطالب بمحاسبة الإرهاب ، وآخر ما طالبت به هو الحرية التي خسرتها رغماً عنها ، لكن رد النظام كان بالعنف وعدم الاستجابة مصاحباً ببعض المناورات الشكلية ( كانت هذه المناورات تحت ضغط المتظاهرين ) ، الأصوات القوية والمطالبات التي أخذت تزداد مع ارتفاع ظلم النظام أوقف بشار قانون الطوارئ لكن شكلياً أما فعلياً كان معمول به ، هنا قام بعض الشباب والتحقوا بالركب العسكري.
لذلك لم يكن لسورية سبيل سوى الحرب الدامية ، الحرب التي سلبت أمن الوطن وأمانه ،الحرب التي خلفت مئات آلاف الضحايا والقتلي ، وآلاف المهجرين ، وما زالت مستمرة إلى يومنا هذا
فهل لسورية النصر المنتظر ؟!
هل ستنجلي غيمة الظلم والاستبداد من سمائها وتسمح لشعاع الحرية أن ينير أراضيها ؟!
بقلم : شيماء قادرو