أشلاء هنا وهناك قصف يومي ومجازر ومعاناة، فرضتها سياسات الأسد وحلفائه الإجرامية، يقابلها صمت وتخاذل عربي ودولي، جوع وحصار يقتل ببطء، نعم اعتاد السوريون على ذلك!!
توثيق المجازر والضحايا: حيث أحصت منظمة حقوقية سورية 534 مجزرة، ارتكبها النظام السوري وحلفاؤه، والتي تمثل 84 في المئة من مجمل المجازر و بلغ عددها 619 مجزرة حسب توثيق اللجنة السورية لحقوق الإنسان، خلال العام الماضي.
وقد ذكرت اللجنة أن النظام ارتكب 492 مجزرة بالطيران الحربي والمروحي، منها 76 مجزرة بالطيران الروسي، بينما ارتكبت 38 مجزرة بأسلحة النظام الأخرى مثل المدفعية والراجمات. أما تنظيم الدولة اتهم بارتكاب 32 مجزرة، بينما اتهم التحالف الدولي بارتكاب 13 مجزرة، فيما لم يكن من الممكن التأكد من مرتكبي 29 مجزرة، التي نفذ أغلبها بالسيارات المفخخة، أو بقذائف الهاون، حسب ما نقلت عربي 21عن اللجنة السورية.
وقد فصلت اللجنة السورية لحقوق الإنسان في توثيقها أن 20063 شخصا قتلوا في سوريا خلال عام 2015، وَ 14633 شخصا قتلتهم قوات النظام والميليشيات الموالية له، بينما قتل حليفه الروسي 1690 شخصا منذ بدء عمله العسكري المباشر في سوريا في نهاية سبتمبر 2015، في حين قتل تنظيم الدولة 1333 شخصا.
وقد تصدرت حلب المحافظات السورية من حيث عدد الضحايا فقد بلغت 5038 شخصا، تلتها محافظة ريف دمشق ب 4752 شخصاً، ثم إدلب بـ 3157 شخصا، ومن ثم درعا بـ 2255 شخصا. في حين كان شهر كانون الأول الأعلى في عد الضحايا فقد بلغ عددها فيه 2195 شخص، تلاه حزيران بـ 2000 شخص، ومن بين الضحايا 2932 طفلا، و1910 امرأة، 217 شخصا ضحية الحصار والجوع، و 1124 شخص قضوا تحت التعذيب، حسب عربي 21.
موت على طريقة الأسد: لم تكن تلك المجازر كافية لتروي تعطش نظام الأسد ومن حالفه كافية ضد الشعب السوري الذي تلقى الصدمة وحيداً!! بل اتبع منهجا لم تعرفه الإنسانية من قبل “الحصار والجوع”ً.
“لا طعام لا شراب لا توجد أدنى المقومات لنعيش” كلمات رددها أبو سالم من بلدة مضايا في ريف دمشق المحاصر، حيث يتابع بالقول: “لم أجد في صفحات التاريخ حادثة تشبه حالتنا الأن، حصار منذ فترة طويلة لم يبق أي غذاء، تناولنا ورق الأشجار وما تأكل الحيوانات حتى أننا تناولنا لحم القطط!! ربما تمر كلمات أبو سالم على قارئها فلا تعني له شيئا أو ربما يسخر من ذلك، ولكن هناك أكثر من 40 ألف شخص محاصر في مضايا دون دخول أي شيء كان لهم، فهم يصارعون الجوع والألم في كل دقيقة تمر في حياتهم”.
يتابع حديثه أبو سالم وقد سالت دموع الألم من عينيه الجاحظتين من قلة الغذاء قائلا :”لقد توفي صديقي جميل…… بعد صراع مع الجوع دام لأشهر وقد عرض سيارته للبيع مقابل 10كيلو أرز أو 5 كيلو حليب ليؤمن لأطفاله الغذاء ولكن ذهب شهيد الجوع والحصار”.
ماذا بعد ماذا ينتظر العرب والعالم، أطفال سوريا وأهلها تباد يومياً إما بالأسلحة والبراميل والصواريخ أو يموتون جوعاً، يناشد السوريون من استيقظ ضميره الإنساني وفكر ولو للحظة بتلك المشاهد المؤلمة المخيفة، التي يشاهدها الألاف يومياً عما يحدث في سوريا بأن يقدم شيئا يسجله التاريخ لوقف شلال الدماء وبحر المعاناة اليومية.
المركز الصحفي السوري
أحمد الإدلبي