عاد الهدوء الحذر إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية شمالي حلب، وذلك بعد يومين من اندلاع مواجهات بين الفيلق الثالث التابع لـ”الجيش الوطني السوري”، وحركة “أحرار الشام”، خلفت قتلى وجرحى بين عناصر الفصائل والمدنيين.وفق جريدة القدس العربي.
وحسب مصادر محلية لـ”القدس العربي” فقد انسحبت عناصر “الجبهة الشامية” من المقار التابعة لـ”أحرار الشام” في ريف مدينة الباب، بعد أن كانت قد سيطرت عليها السبت.
وأوضحت أن الانسحاب جاء بعد اتفاق ينص على الانسحاب من المقار، مقابل انسحاب أرتال “أحرار الشام” وأرتال “هيئة تحرير الشام” التي تساندها من عفرين باتجاه إدلب، إلا أن قيادات ميدانية شككت في نجاح أي اتفاق في إيقاف التصعيد.
ولم يؤكد عضو مكتب العلاقات العامة هشام سكيف في “الفيلق الثالث” التوصل إلى اتفاق واضح، قائلاً لـ”القدس العربي” إن المفاوضات لا تزال مستمرة. وأضاف سكيف أن دخول “هيئة تحرير الشام” على خط الاقتتال عقّد التوصل إلى اتفاق، مؤكداً أن هدف “الفيلق الثالث” لم يكن السيطرة على المقار العسكرية لـ”أحرار الشام”، وإنما لاسترداد بعض الحقوق، حسب تعبيره، وهو ما تنفيه الأطراف الأخرى.
في المقابل، اتهمت حركة “أحرار الشام” في بيانها “الجبهة الشامية” بمعاودة الاعتداء على مقارها، ودعت “الجبهة الشامية” إلى “التوقف عن الممارسات غير المسؤولة”، محملة إياها مسؤولية التصعيد الخطير الذي ستترتب عليه تبعات.
وتحدث مصدر عسكري لـ”القدس العربي” عن ضغوط تركية على الفصائل لوقف الاقتتال، مشيراً إلى منع تركيا “هيئة تحرير الشام” من التوغل في عفرين، والعبور إلى منطقة العمليات العسكرية التركية “درع الفرات” التي كانت مسرحاً للاشتباكات.
وحسب المصدر تم التوصل إلى اتفاق خلال اجتماع عسكري جرى في غرفة عمليات “حوار كلس” مساء السبت، ونص الاتفاق على إعادة الأمور لما كانت عليه، أي انسحاب “الفيلق الثالث” من مقار “أحرار الشام”، وانسحاب أرتال الأخيرة و”تحرير الشام” من عفرين نحو إدلب.
ولم تُعلن “تحرير الشام” عن دخولها على خط الاقتتال، إلا أن مصادر مناهضة لها، أكدت أن الهيئة أرسلت الأرتال لمساندة “أحرار الشام” تحت عباءة الأخيرة.
ويبدو أن النظام وجد في الاقتتال والفوضى في الشمال السوري فرصة للتدخل، بدفع من روسيا الممتعضة من إصرار تركيا على تحصيل مكاسب في سوريا على خلفية الملف الأوكراني، وفي هذا الإطار أشار الناطق باسم “جيش سوريا الجديد” مزاحم سلوم، إلى أن روسيا بصدد توجيه ضربات لمواقع عسكرية في الشمال السوري. وأضاف لـ”القدس العربي”، أن المعلومات تشير إلى أن روسيا بصدد جمع معلومات ووضع بنك أهداف لمواقع عسكرية واستراتيجية. وقال “روسيا دائماً تضغط على المعارضة عسكرياً، عند تسجيل أي تفصيل خلافي بينها وبين تركيا”.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع