بدأت الثورة السورية في منتصف شهر أذار/مارس من عام 2011 بمظاهرات سلمية خرج فيها الأهالي مطالبين النظام وأجهزته برفع الظلم والاضطهاد ومن أجل تحسين الحياة المعيشية للمواطنين دون علمهم بأن الثورة ستتحول بشكل كبير وستتغير احوالهم من سيء إلى أسوأ ليمضي عليها أكثر من أربع سنوات ونصف خلافاً للثورات العربية الاخرى التي لم تستغرق أكثر من عدة أشهر.
بدأت أجهزة النظام الأمنية بقمع المظاهرات وأخذ العنف يتزايد شيئاً فشيئاً كان أحد أبشع انتهاك لحقوق الإنسان عندما قامت اجهزة النظام باعتقال الأطفال في درعا وتعذيبهم ليظهر على مواقع التواصل الاجتماعي صور لطفل اسمه “حمزة الخطيب” قد مارس عناصر النظام عليه أفظع أنواع العنف الذي لم ير العالم مثيلاً لها في التاريخ ليبدأ النظام بعدها بترغيب المواطنين وترهيبهم من خلال زيادة رواتب الموظفين و إتاحة بعض فرص العمل لكن في الجهة الاخرى كانت اجهزة الأمن لديه تلقي القبض على كل من تسول له نفسه بالخروج ضد النظام.
أحمد شاب من إدلب يقول: “لم أر يوماً وحشية لهذه الدرجة، فبعد قيام النظام باعتقالي كنت اتعرض للتعذيب أكثر من خمس ساعات متواصلة دون أن يشفق علي أحد ليخرجني من هذا العذاب”.
بدأ الشباب بحمل السلاح موقنين بأن الحل السلمي لم يعد متاحاً بعد استفحال استخدام القوة من قبل النظام، وقد اتخذوا قراراً بأن الحل الوحيد لإسقاط النظام هو القضاء عليه بالقوة دون قيام أي طرف في العالم بردع النظام عن جرائمه بل كانوا يحضرون الاجتماعات ليتباكوا على ما وصل إليه السوريين من حال.
أبو محمد رجل من دوما يقول: “حملت السلاح في وجه النظام بعد مقتل ابني في إحدى المظاهرات التي قامت عناصر الامن بتفريقها بالرصاص الحي لأعمل على حماية المظاهرات من خطر عناصر النظام”.
تم تشكيل الجيش الحر من أجل حماية المظاهرات السلمية في 29 تموز/يوليو عام 2011 ومع زيادة أعداد المتطوعين والمنشقين، بدأ الجيش الحر بالعمل على إسقاط النظام بالقوة من خلال الهجوم على مناطق تمركز الجيش ليشعر النظام بأن الخطر عليه يزداد يومياً ليبدأ النزاع المسلح تزداد وتيرته ويبدأ النظام باستجلاب الاحتلال على سوريا ليحمي الوطن من المواطن حيث بدأت حشود الميليشيات تأتي من إيران وحزب الله لتقتل المدنيين وتشارك في اقتحام المدن والبلدات ليكون المدنيون العزل هم الضحايا الرئيسيون في الحرب.
براء متطوع في كتائب الجيش الحر يقول: “لن يعمل العالم على اسقاط نظام لطالما كان حامياً لإسرائيل لكن سنسقطه بسواعد شباب سوريا رغم عن ارادة العالم كله”.
بدأ القلق من انتقال تداعيات الحرب السورية على دول الجوار واضحاً على وجوه رؤساء العالم ليعقدوا اجتماعات من شأنها حل الأزمة السورية بالتزامن مع إعلان القوى المعارضة من تشكيل أحلاف على رأسها “الائتلاف السوري لقوى المعارضة” لكن كل هذه الأمور لم تزد النظام إلا وحشيةً، وقد اخترع أساليب جديدة من شأنها أن تقتل أكبر عدد ممن يسميهم “ارهابيين” كان أخرها البراميل المتفجرة.
أبو محمود من ريف حلب يقول: “يعقدون الاجتماعات لكن مع انتهائها يقومون برمي الأوراق التي تم الاتفاق عليها دون التحرك بفاعلية لإنقاذ شعب بأكمله ليقوم بعض الأطراف بالإتجار بدماء الأبرياء بحجة تخليصهم من الحرب”.
دعم كبير تلقاه النظام من قبل الدول الصديقة له من سلاح و أموال ومقاتلين لكنها لم تزد إلا من خسائره على الأرض ليأتي في النهاية باستجلاب قوات روسيا برياً وجوياً لتؤمن له حماية أكبر متذرعاً بحجة القضاء على الإرهاب لتزيد هي الأخرى من عمر الأزمة وإراقة دماء الأبرياء لتقف قوى العالم موقف المتفرج على الشعب السوري كيف يقتل بصمت
يعتقد الكثير من السوريين أن انتهاء الحرب هو مطلبهم الرئيسي حالياً، فتجار الدم كثروا بشكل كبير والضحايا الأبرياء تجاوز أعدادهم 250 الف شهيد مع نزوح الملايين من أبناء الشعب إلى دول العالم، ليبقى السؤال المطروح إلى متى سيظل الشعب يعاني من حرب عالمية تدار بالوكالة ضحاياه يحملون الهوية السورية؟!.
المركز الصحفي السوري مصطفى المحمد