خمس سنوات من الحرب الطاحنة التي انهكت بلدا تكالبت عليه الجموع، كل طرف في الصراع على سورية جهز حجته ليعطي حافزا لمن في صفه بالمضي قدما في تمزيق خارطة سورية وفرد سيطرته عليه بقوانينه.
لم يكن لخطر على بال أحد من ااشعب السوري عندما هتف باسم (حرية) مسلوبة منه أن الدائرة ستكبر وأن كل من هب ودب سيدافع عن حريته حسب معطياته، فما لبثت الفرص بللعب والصيد في الماء العكر أن اتسعت وبدأت بنسج خيوط على مصالح وغايات كان الشعب السوري غافلا عنها ، أو حسب أنه لن يقع فيها على مشترف ثورة قام بها .
انقسمت البلاد بين خائن وعميل وبائع للقضية ومدافع عنها وبين ثائر ومؤيد، ومن هنا بدأ النظام بالعمل على تفكيك الدولة والتخطيط لمصالح بعيدة المدى ولو كان سيحكم فيما بعد كرسيا واحدا في ظل سحب البساط في تحته.
فاستعان بمنظومة دينية متطرفة تتمثل بايران، وخطط لتقسيم اابلاد على اساس طائفي لن تشهد سوريا له مثيل وسط مقاوم لغاياته ومدافع عنها،
على الطرف المقابل بدأت موجات من الهجرة من قبل الكثيرين للدفاع عن قضية السنة والذود عن ارض الشام المقدسة، فما لبثت بعد إذ أن كثرت الأيادي لتحرق البلد في ظل اطراف تتدخل خفية وأخرى بالفم الملآن.
تطل علينا اميريكا المتشدقة بين صد ورد،وتراخ لكل ما يجري لصالح حبيبتها اسرائيل، حيث تنتظر بداية النهاية لخراب أخر معاقل المجابهين لها، وتسمح بالنهاية للتدخل الروسي ليضرب الجميع عرض الحائط لكل الاتفاقيات والمسموح والممنوع في حرب مقدسة تقوم بها لإبادة الجماعات المنطرفة.
روسيا التي ساندت النظام السوري عتادا حتى النفس الأخير، فلم تجد بدٱمن إنهاء هذه الدوامة والهزيمة الساحقة التي مني بها على مدى خمس سنوات رغم كل هذا الدعم والحشود التي تقاتل معه، لم تجد إلا التدخل المباشر لإنهاء(وجع الرأس)الذي يصبها،في حربها الخائرة القوى رغم كل قوتها المزعومة.
ويتنازع كل فصيل هاهنا لطرح حساباته، والدفاع عن قضيته، وعقيدته، بين متشدد ومتطرف وعقائدي وكنسي ومعارض ومؤيد،حتى يدق في سوريا مسمامير نعشها التي مازلت تمتلك من يدافع عنها من أبناءها الذين يدافعون عنها منذ أول ضرخة للحرية حتى هذا الحين .
سوريا وأبناؤها الذين بذلوا حتى اليوم غال قبل رخيص لإثبات حقهم والدفاع عنه، والذين تعرضوا للخيانة من كل قريب وبعيد، هل سيقعون تحت كل تلك السكاكين المزروعة في خاصرتهم، أم أن كيس الساحر ما زال في جعبته الكثير، ولن يقدر أحدا من المتدخلين حسم الصراع لكل تلك الدول العظمى التي رأت في سورية وجبة دسمة.
كل الدلائل على الأرض تشير بأن المقاومة السورية لن تسمح لروسيا ولا لايران، بالانتصار ،بل على العكس فأن دولة كبيرة كروسيا تشخد أكبر خسائرها منذ قررت الخوض في غمار لعبة لم تحسب حسابها بكشل صحيح، يبدو أن هذه الدولة العظيمة بين قوسين لم تقرأ عبارة إن أعظم النار من مستصغر الشرر، ولم تقرأ التاريخ السوري جيدا،وقد بدأت فعلا حفر قبرها بيدها،وها نحن نتابع من الدول الأخرى بفكر بالانتحار داخل سوريا المستضعفة!!!
المركز الصحفي السوري – زهرة محمد