أعلنت رئيسة وحدة تنسيق الدعم سهير الأتاسي اليوم الإربعاء، عن استقالتها من منصبها دون أن تذكر أسباب الاستقالة، وقالت إنها تنوي العودة للاهتمام بالعمل السياسي بشكل أكبر.
ونشرت الأتاسي في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بيان استقالتها وقالت فيه: “بعد عامين من عملي في وحدة تنسيق الدعم، يمكنني القول إننا – كسوريين- نجحنا في بناء مؤسسة إنسانية، تعملُ وفقَ ضوابط ومعايير العمل المؤسساتي، ويشتركُ جميعُ موظفيها في إدارتها وقيادتها بشكلٍ جماعي، وهذا ما يدعو للشعور بالفخر، لي شخصياً، ولكل من ساهم في بناء الوحدة، ولنا جميعاً.
لقد بلغت الوحدة اليوم مرحلةً جيّدة من النضج والتطوّر، من حيث معايير العمل المتّبعة، ومن حيث العلاقات مع المانحين في الخارج والشركاء التنفيذيين في الداخل، ومن حيث خضوعها لتدقيق مالي خارجي من قِـبَـل واحدة من أكبر شركات التدقيق المالي في العالم، ومن حيث اعتمادِ تقاريرها الإنسانية من قِـبَـل الأمم المتحدة وأكبر المنظمات الإنسانية.
قبلَ عامين، تـمّ اختياري من قبل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، لبناء هذه المؤسسة الإنسانية، وكانت مهامي فيها سياسية ودبلوماسية، تهدف إلى جلب الدعم من الدول الصديقة والجهات الدولية المانحة، لتخفيف آثار الكارثة الإنسانية على أهلنا في الداخل، وكذلك الحفاظ على هوية الوحدة كمؤسسة إنسانية، وإبعادها عن التجاذبات السياسية، سواءً في مرحلة البناء أو من حيث معايير العمل. لقد تعثّرنا مراراً أثناء عملنا، لكننا نهضنا من جديد، بفضلٍ من الله تعالى، وبمساعدة أهلنا السوريين وأصدقائنا العرب والأجانب الواثقين بأهميّة هذه المؤسسة وضرورتها.
أعتقد أنني قدّمتُ كلّ ما أستطيع تقديمه خلال العامين الماضيين، ولذلك قرّرتُ الاستقالة اليوم، وترك الوحدة وهي في مرحلة من القوة، والعودة للاهتمام بالعمل السياسي أكثر، فما زالت الثورة السورية بحاجة إلى الكثير من النشاط السياسي، والدعم في المحافل العربية والدولية، ولذلك سأركّز على هذا الموضوع في المرحلة القادمة، وأعطيه الأولوية ضمن اهتماماتي والتزامي بالثورة السورية.
أشكر كل الدول التي ساهمتْ في دعم الوحدة منذ تأسيسها، سواءً من حيث دعم البناء المؤسساتي، أو دعم المشاريع الإنسانية في الداخل، وأطلبُ منهم الاستمرار في تقديم المساعدات للشعب السوري عن طريق مؤسسات الثورة السورية ومنها وحدة تنسيق الدعم. وأخصُّ بالشكر دولة قطر الشقيقة، التي كان لها الفضلُ في استمرار عمل الوحدة وتطوّرها.
أشكر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي منحني الثقة لبناء هذه المؤسسة، وأتمنّى استمرار العلاقة الوثيقة بين الائتلاف والوحدة والحكومة السورية المؤقتة، بما يخدم مصلحة الشعب السوري وثورته.
أشكر زملائي العاملين في وحدة تنسيق الدعم، وأتمنّى لهم وللوحدة كل الخير والتقدّم والازدهار، وأنْ تبقى الوحدة مؤسسة إنسانية لخدمة جميع السوريين.
أشكر العائلة وجميع الأصدقاء الذين وقفوا إلى جانبي في العامين الماضيين، وأتمنّى أنْ يتكاتفَ كلُّ السوريين لتحقيق هدفهم المشترك”.
سهير الأتاسي
والجدير بالذكر أن سهير الأتاسي هي ناشطة سورية حقوقية معارضة من مدينة حمص، تنتمي لعائلة آل الأتاسي الحمصية العريقة كان منها ثلاثة رؤساء لسوريا هم هاشم الأتاسي ولؤي الأتاسي ونور الدين الأتاسي، وعدد كبير من النواب في المجالس النيابية السورية في الفترات الديمقراطية المتقطعة.