عند حديثنا عن الأسماك يتبادر إلى أذهاننا أن الأسماك تتناسل لإنجاب الأسماك الصغيرة التي ترث صفاتها من الأبوين “الذكر والأنثى” ومن ثم تتحول إلى أسماك كبيرة، لكن هنا الحديث مختلف تماماً حيث أن بعض أسماك كيليفيش لا تتناسل كغيرها من الأسماك بل إن أحد أنواعها لا تتناسل بالطريقة نفسها التي تتناسل بها غيرها من الفقاريات. حيث أنها النوع الوحيد من الفقاريات المخنثة التي يمكن أن تخصب نفسها بنفسها وتولد أفراداً متماثلين من الناحية الجينية.
ولكن هناك عدد قليل من ذكور أسماك الكيليفيش المنجروفية التي تتناسل بالطريقة التقليدية مع الأسماك المخنثة التي تتصرف في هذه الحالة كإناث.
وبالرغم من معرفتنا بأن الأسماك تتنفس من الخياشيم وتمرر المياه عبرها لاستخراج الأوكسجين، إلا أن الغريب في أمر هذه السمكة أنها تتنفس ايضاُ من خلال جلدها.
وهذا أمر حيوي لبقاء أسماك الكيليفيش المنجروفية على قيد الحياة لأنها تعيش في البيئات الطبيعية الأشد قسوة داخل غابات المنجروف غربي المحيط الأطلسي وفي جذور الأشجار الكثيفة والطين الغائر.
حيث تغوص الأوراق المتحللة من أشجار المنجروف الحمراء في الطين وتتفتت بفعل البكتيريا، ويخرج منها غاز كبريتيد الهيدروجين الضار، كما تحتوي المياه على كمية قليلة من الأوكسجين فتبقى بعض هذه الأسماك على قيد الحياة في البرك التي توشك أن تنضب فيها المياه، بينما هناك أسماك أخرى ينتهي بها المطاف متشبثة بالطين أو أفرع الشجر.
والأسماك في الأساس تكون قد تحركت إلى اليابسة مع انحسار المياه وتظل على قيد الحياة عن طريق تنفس الهواء من خلال الجلد، بل إنها تخرج الفضلات عن طريق الجلد وأظهرت التجارب ان أسماك كيليفيش المنجروف يمكنها أن تحيا خارج المياه لمدة تصل الى 66 يوماً.
تسبح الأسماك في مساحات واسعة سواء في محيطات أو بحار أوأنهار أو بحيرات فهي خلقت لتعيش في المياه وتتكيف معها إلا أننا نجد هنا ظاهرة غريبة حيث أن لبعض فصائل أسماك الكيليفيش قدرة على العيش خارج الماء لأكثر من شهرين وتترك المياه لتتمشى خارجها، بل تسعى لصيد فرائسها في البر وعثر على بعضها يعيش في الأشجار. فهي طورت من استراتيجية حياتها لتصبح قادرة على العيش من دون ماء.
ومن غرائب هذه السمكة أيضاً أنها تعتبر واحدة من أقصر الفقاريات عمراً في العالم حيث تقوم بالتوقف عن النمو كأجنة وعندما تصبح الظروف ملائمة لها تبدأ في النمو مرة أخرى.
المركز الصحفي السوري _ ديانا مطر