لم تبق جهة إلا وألبست غزوها لسوريا ثوباً دينياً، ألم تتدخل إيران تحت شعار زينب لن تسبى مرتين وثارات الحسين، ألا تشهد سوريا الآن غزواً روسياً مفضوحاً، لماذا حرام على الآخرين أن يتدخلوا إلى جانب السوري وحلال على روسيا أن تتدخل براً وجواً وبحرا للدفاع عن حليفها في دمشق، ألم تصفه الكنيسة الروسية بالحرب المقدسة على الإرهاب؟
“روسيا لن تقاتل مكان الجيش السوري” كلمات قالها أحد أعضاء مجلس الشيوخ الروسي في لقاء تلفزيوني برر من خلالها أن روسيا عندما دخلت في الصراع الدائر في سوريا كانت مجرد وسيط لحل الأزمة وأن قواتها لن تحلّ مكان القوات السورية في مواجهة الإرهاب.
روسيا التي بدأت التدخل العسكري في سوريا في أواخر أغسطس الماضي بأكثر من 50 طائرة وآلية مدرعة، لقد بدا واضحاً أن التدخل الروسي جاء لإنقاذ النظام السوري من الغرق، سلاح الجو يعتبر أحد أهم أعمدة أي جيش، فكانت أولى الطائرات الروسية التي تحلق في سماء سوريا هي طائرة “سوخوي 34” أحدث الطائرات المقاتلة والمعروفة باسم “الدبابة الطائرة”.
وتتمتع الطائرة بنوع من الاستقلالية والقدرة على تحمل الصواريخ المضادة للسفن، ومهاجمة مجموعة من حاملات الطائرات على مسافة تصل لـ1كم.
لم تكن الأجواء السورية مخصصة فقط للطائرات الروسية التي لم تفارق الأجواء منذ بدء العملية العسكرية، فقصف هنا ودمار وقتلى هناك، وشرعت بريطانيا في شن غارات جوية على مواقع لتنظيم الدولة في سوريا بعد موافقة البرلمان على مقترح تقدمت به الحكومة، الغارات نفذت عن طريق المقاتلة “تورنادو” التي أقلعت من قاعدة “أكروتي ري”، وتتميز الطائرة المقاتلة هذه بأنها متعددة المهام، فتستعمل كمطاردة وقاذفة، قادرة على الهجوم في الليل والنهار وبجميع الأحوال الجوية وبسرعات تفوق سرعة الصوت وحمولة كبيرة جداً
وفي ظل استمرار الغارات الأوروبية على مناطق سورية، كررت الصحف الانتقادات التي يرددها المسؤولون بشأن تدخل الغرب في بلادهم، وقالت وكالة “سانا” التابعة للنظام أن بريطانيا لم تطلب إذن الحكومة السورية بالقصف وأن كاميرون “يكذب”، وأضافت: أن المطلوب من بريطانيا وحلفائها الاقتداء بروسيا وتنسيق حملتهم مع القوات الحكومية.
ومع ازدياد التدخل الدولي في سوريا وقصف طائراته مواقع لتنظيم الدولة، ظهر وزير الدفاع الإسرائيلي “موشيه يعلون”ليقول أن إسرائيل نقاشها مع موسكو بشأن الأزمة السورية يقتصر على منع الحوادث في الأجواء، وأضاف: “نحن لا نتدخل في أعمالهم ولا يتدخلون في أعمالنا”.
لكن مقاتلات الـ”اف 16″ لم تخترق الأجواء السورية لقصف مواقع التنظيم، بل كانت الاختراقات لقصف مواقع لقوات النظام وحزب الله على الحدود السورية مع لبنان، ففي شهر نوفمبر الماضي نفذت طائرة إسرائيلية حوالي أربع غارات جوية على منطقة جبال القلمون الحدودية بين النظام وحزب الله أدت لمقتل 8 من حزب الله و5 من قوات النظام بالإضافة لإصابة العشرات.
ويعرف عن طائرة “اف 16” أنها من أقوى الطائرات،سرعتها 2025كم في الساعة، و يبلغ وزن حمولتها من القنابل نحو 4756 كيلو غرام، وتحمل 6 صواريخ موجهة (جو – جو) من طراز “سايد ويندر”، بالإضافة لصواريخ (جو – أرض) يبلغ طولها 14.8 مترا.
يمكننا القول ببساطة إن الأجواء السورية لم تعد محرمة على أحد، فالكل يريد التدخل لحماية ما يسمونه “الأمن القومي” لبلدانهم ولمحاربة “الإرهاب” بطريقة استباقية دون اعتبار لأعداد الضحايا من المدنيين الذين يسقطون نتيجة ضرباتهم.
سائر الإدلبي ـ المركز الصحفي السوري