مع استمرار الانتصارات في ساحات حلب، وتقدم المعارضة وتمكنها من فك الحصار، يزداد غضب النظام على من خرج عن سيطرته بغارات جوية وبمختلف أنواع الأسلحة المحرمة دولياً.
حيث دفعت إدلب الثمن باستهدافها من قبل نظام لم ينفذ حقده كاشفاً عنه أمام صمت الجميع بحرق المدنيين بقنابل الفوسفور غير آبهٍ بأرواح الأطفال والنساء وإن علت أصوات الألم من حناجرهم الضعيفة أمام سلاح محرم دولياً بشهادة الصغير قبل الكبير.
حيث أكد ناشطون أن طائرتين حربيتين روسيتين استهدفتا مدينة إدلب ليلاً بأربع غارات بالقنابل الفوسفورية المحرمة دولياً، أسفرت عن اشتعال الحرائق في عدة أبنية سكنية، وسط محاولات عناصر الدفاع المدني للسيطرة على الحرائق، واستهدفت غارات الفوسفور حي الضبيط ومحيط معمل الكونسروة والأجزاء الشرقية والغربية للمدينة.
تروي أم علاء (42) عاماً من مدينة إدلب:” ليلة سوداء أشعلها نظام لا يرحم بنيران حارقة…. آه .. آه لله نشكو قلة حيلتنا وضعفنا”.
مع العلم أن المدينة تعرضت لقصف جوي عنيف من الطيران الحربي الروسي، وفق حملة ممنهجة لتدمير المدينة والمرافق الحيوية فيها، التي تسببت بسقوط العشرات من الضحايا في صفوف المدنيين، ناهيك عن تشريد العائلات التي خرجت باتجاه بساتين الزيتون بحثاً عن مكان لا تطوله نيران القصف.
يتحدث أبو خالد عن لحظة سقوط قنابل الفوسفور بنبرة حزن:”علا صوت انفجار ضخم ورافقه ضوء شديد، جعل من الليل نهاراً وكأن أشعة للشمس دنت لتحرق ما حولها.. وماهي إلا لحظات ارتفعت أصوات النساء والأطفال بخوف وهلع شديد بعد اشتعال منزل بالقرب من بيتي وإصابة ساكنيه بحروق .. وبفضل الله ولطفه لم تحدث وفيات كون الأهالي يركنون في البيوت ليلاً ولا يخرجون إلا للضرورة خوفاً من طيران غادر، ما قلل من الإصابات”.
ما يحدث في سوريا من قتل النظام لأبناء الوطن بسلاح يحرق جسم الإنسان ولا يبقي منه إلا العظام لم تشهد مثله البشرية وخصوصاً مع وجود تحذيرات من رمي سلاح الفوسفور على الأعداء بوجود مدنيين فكيف إن كان رميها على أبناء الوطن الذين يبذلون أغلى ما لديهم ليعيدوا بناءه.
ويبقى السؤال.. من يستطيع أن يمنع ويقف في وجه من فقد شرعيته وحكم عل أبنائه بالموت؟.
المركز الصحفي السوري- بيان الأحمد.