اليوم، يُعلَن عن اسم الفائز بجائزة نوبل للسلام لعام 2016. ومن بين المرشّحين الـ376 للفوز، متطوعو الدفاع المدني المعروفون باسم “أصحاب القبعات البيضاء” في سورية. يمكن القول إنّ هؤلاء يحاربون من أجل إنقاذ حياة أهلهم وأبناء وطنهم من الموت. يقدّر عددهم بنحو ثلاثة آلاف شاب وشابة من مختلف الأعمار، وقد جمعتهم الرغبة في إنقاذ الناس. ترك بعضهم كل شيء خلفهم، بيوتهم وأعمالهم ودراستهم وغيرها. منهم من فقد حياته إيماناً منه بأهمية مساعدة الآخرين في ظل الظروف الإنسانيّة الصعبة.
يتواجدون في الأماكن التي تتعرّض للقصف، وفي حال حدوث كوارث طبيعية، ويهتمّون بإعادة ترميم الملاجئ والطرقات، وتوفير السكن الطارئ في حالات الخطر والخدمات الطبية اللازمة، وذلك في مختلف الأراضي السورية الخارجة عن سيطرة النظام وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
يعمل هؤلاء في مناطق تعدّ خطرة. وقد استطاعوا، منذ تأسيس عملهم وتوحيده في عام 2014، إنقاذ حياة أكثر من اثنين وستين ألف مدني سوري، وقد لقي نحو 141 شخصاً منهم حتفهم خلال عملهم. يقول قائد الدفاع المدني في حلب، عبد الله ناولو، إن العمل بدأ عندما ارتفعت حملات القصف الوحشي على المدن السورية الخارجة عن سيطرة النظام، وبدأت مجموعة من الشباب البحث تحت الأنقاض بأدوات فلاحية بسيطة لإخراج المدنيين. وكانت صحيفة “الغارديان” البريطانية قد أعلنت دعمها لفوز هؤلاء بالجائزة.
ولا شك أن هؤلاء الذين يجسّدون قيم الإنسانيّة، هم أفضل من يعبّر عن المعنى الحقيقي للسلام.
العربي الجديد