رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بعد “حرب الـ12 يومًا”، فإن هذا “السلام” يبدو هشًا وغير مضمون. فإسرائيل سرعان ما اتهمت إيران بانتهاك الاتفاق، ورد ترامب بتوبيخ الطرفين، في خروج عن الموقف الأمريكي التقليدي المساند لإسرائيل.
هذا التوقف في القتال لا يعني نهاية الصراع، بل من المرجح أنه هدنة مؤقتة. فإيران لم تُهزم تمامًا، وستسعى إلى إعادة بناء قدراتها العسكرية والنووية وشبكاتها الإقليمية، مدفوعة بالعداء العميق تجاه إسرائيل وأمريكا.
داخليًا، من المرجح أن تركز طهران على تعزيز دعمها الشعبي عبر خطاب قومي، وفقًا للمحلل فالي نصر.
أما إسرائيل، فرغم تفوقها العسكري والاستخباراتي، فإنها لا تزال تعتمد على الدعم الأمريكي. كما أن حكومتها، بعد هجوم حماس في أكتوبر 2023، أصبحت أكثر تمسكًا باستراتيجية الهيمنة بدلًا من صنع السلام.
في هذا السياق، يبدو حلم ترامب بتكرار إنجاز اتفاقيات إبراهام وتطبيع العلاقات بين إيران وإسرائيل بعيد المنال، خاصة في ظل افتقار فريقه إلى الكفاءة الدبلوماسية.
وبالتالي، فإن استدعاء ترامب لحرب 1967 فيه مبالغة، خاصة وأن تلك الحرب لم تمنع اندلاع حرب جديدة بعد ست سنوات. فالوضع الراهن لا يُبشر بسلام دائم، بل بهدنة مؤقتة في صراع مستمر.