إنها قنبلة تقليدية غير نووية أيضا، لكنها أقوى بمرات من “أم القنابل” التي ذاق “دواعش” الأفغان طعم واحدة منها يوم الجمعة الماضي، فقتلت 900 منهم، ودكت كهوفا يستخدمها التنظيم المتطرف وأنفاقا حفرها للإرهاب وتوابعه بمقاطعة “أشين” الجبلية في إقليم Nangahar بالشرق الأفغاني، وهي حلم لإسرائيل التي طلبتها مرارا لضرب إيران ، ولم يحقق الأميركيون الطلب، لأنها سلاح خاص بجيش الولايات_المتحدة ، وعاد الحديث مجددا عنها لمناسبة التهديدات الكورية الشمالية هذه الأيام.
وزن GBU-57 التي لم يتم استخدامها للآن 13.6 طنا، منها 2.7 للرأس الحربي، وهي بطول 6 وقطر متر احد، وتخترق تحصينات عمقها 60 مترا، ثم تنفجر بالمستهدف تحتها بالتدمير، لذلك يسمونها MOP اختصارا لاسم Massive Ordnance Penetrator الموجهة بنظام GPS عبر الأقمار الاصطناعية. أما نقلها وإسقاطها على الأهداف، فيتم بطائرات B-2 Spirit كما وبالقاذفة B-52 الشهيرة، وفق ما قرأته “العربية.نت” بسيرتها، وفيها أن شركة “بوينغ” أنتجت 20 منها، دخلت منذ 2012 بالخدمة، وأدناه غرافيك صممه موقع Global Security يلخص الكثير عن القنبلة البالغ ثمنها 14 مليونا من الدولارات.
وكانت الولايات المتحدة بدأت بتطوير MOP الصاروخية الهيكل منذ 2008 تقريبا، كأخطر قنبلة_غير_نووية ، بهدف دك منشآت معادية وأقبية ومخازن تحت الأرض تضم في الجبال وأسفل التحصينات أسلحة_كيمياويةوبيولوجية، كما و منشآت_نووية أو للصواريخ، وبشكل خاص في إيران، لذلك سموها أيضا “هازمة الأحلام” المدمرة ما تحلم به بعض الدول من إقامة منشآت نووية عصية على التدمير، وهذا هو دورها الرئيسي، المولد لخطر كبير آخر.
الوصول إلى ما لا تصل إليه سواها
وليس الخطر الكبير الآخر، هو فقط ما تحدثه القنبلة من تدمير مباشر “إنما إحداثها لهزات ارتدادية تؤدي إلى تصدع في التحصينات التي استهدفت أسفلها، بحيث يتم ضرب الهدف حتى ولو كان عند عمق 100 متر تحت الأرض، أي دفن التحصينات على أسفلها المتضمن الهدف الرئيسي” وهو ما ورد في تقرير عن MOP نشرته “العربية.نت” بأواخر يوليو 2012 واستمدت معظم معلوماته من مصادر عسكرية أتت على ذكرها، وأهمها “غلوبال سيكيوريتي” ونظيرتها الأميركية “انتجلانس أون لاين” وغيرها.
ويعود الحديث مجددا عن MOP هذه المرة، بسبب تهديدات كوريا_الشمالية ، المعززة بقدرات نووية وبالستيات، ظهرت صواريخها في عرض عسكري أقامته أمس السبت لمناسبة “يوم الشمس” ومرور 1055 سنوات على مؤسس الدولة، كيم ايل سونغ، جد دكتاتورها الحالي كيم جونغ- أون، ومعظمها صواريخ مخبّأة مع قنابل نووية في أنفاق وأقبية أسفل مناطق جبلية صعبة، ولا يمكن تدميرها، كما تدمير المنشآت التي تقوم بإنتاجها، إلا بقنابل طراز “موب” القادرة على الوصول إلى ما لا تصل إليه سواها من القنابل و القذائف.
الهدف أصبح مزدوجا: كوريا الشمالية وإيران
وأمس أكد الدكتور Martin Navias وهو من “مركز كلية كينغز لندن للدراسات الدفاعية” أن القنبلة أقوى من “أم القنابل” نظرا لما تحدثه من دمار على سطح الأرض، يلي انفجارها أسفل تحصينات الإسمنت المسلح، وفق ما ذكر لراديو BBC 44 مضيفا أن كوريا الشمالية “مدركة جيدا” لخطر هذه القنبلة عليها، وشرح أن استخدام “أم القنابل” فيأفغانستان ، ولأول مرة، هو إشارة بأن الإدارة_الأميركية الجديدة “بدأت أسلوبا مختلفا في التعاطي، وبيونغ يانغ تدرك ذلك” كما قال.
وكانت “العربية” بثت منذ 3 سنوات تقريرا، نجده في الفيديو أعلاه، حين كان الحديث وقتها عن إمكانية إنتاج إيران لأسلحة نووية، عبر مفاعلات ومنشآت، مخبّأ معظمها في أقبية أسفل تحصينات في الجبال وغيرها، وجرى الحديث وقتها عن إمكانية استخدام هذا النوع من القنابل لتدميرها، فإذا بالولايات المتحدة تضم الآن كوريا الشمالية ومنشآتها الصاروخية والنووية إلى مجال رصدها بتلك القنابل مع إيران.
العربية