حال مدينة دوما لا يختلف كثيراً عن حال باقي مناطق الغوطة الشرقية، قصف متواصل، حصار خانق، ومجازر مروعة تعجز أشد الكلمات عن وصف فظاعتها.
شهدت مدينة دوما منذ 3 سنوات وحتى الآن قصفاً متكرراً من قوات النظام، بالإضافة لقصف الطائرات الروسية المساندة للنظام مؤخراً، حيث يتراوح معدل الغارات على المدينة 3 غارات في اليوم الواحد، بالإضافة إلى الصواريخ التي تنهال على المدينة من كافة لحواجز المنتشرة على أطراف المدينة.
“محمد” أحد سكان مدينة دوما يقول:” لقد تحولت المدينة إلى ركام لهول القصف الذي تتعرض له، ما خلف عدة مجازر راح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى، لإجبارنا على تسليم المدينة لقوات النظام”.
وفرضت قوات النظام حصاراً خانقاً على المدينة منذ ما يقارب العامين ونصف، ومنعت إدخال أي سلعة غذائية إلى المدينة، ومنع المنظمات من إدخال مواد إغاثية أو أي نوع من المساعدات الإنسانية للمواطنين المحاصرين داخلها، ما جعل أسعار المواد الغذائية تشتعل في المدينة، حيث يبلغ سعر 1كغ من البرغل 1300 ليرة سورية، وسعر 1 كغ من السكر 1400 ليرة سورية، ما خلف معاناة كبيرة لدى الأهالي العالقين.
“خالد” أحد سكان المدينة يتحدث عن المعاناة فيقول: ” ليس النظام الوحيد الذي خلف أزمة الغذاء في المدينة، بل تجار الدم السوري هم من خلقوا الأزمة الراهنة في المدينة، حيث قاموا باحتكار المواد الغذائية وبيعها بأسعار خيالية للمواطنين، دون الرأفة بحال المواطن والظروف التي يمر بها”.
وتزاد معاناتهم تعقيداً مع حلول فصل الشتاء، وعدم توفر أي نوع من المحروقات لتقي أطفالهم من البرد القارس، كما تشتهر مناطق غوطة دمشق بأمطار غزيرة في هذا الفصل، ما يزيد الأمر تعقيداً، وحث الأهالي على البحث عن طرق بديلة عن المحروقات، ليقوا أطفالهم من الموت القادم مع الشتاء.
من المعروف أن مناطق الغوطة تتميز بجوها البارد في الشتاء، ولا يتوفر أي نوع من المحروقات للتدفئة في الشتاء، مما دفع الأهالي إلى قطع الأشجار واستخدام الحطب الناتج عنها في التدفئة، كما تحتاج المدينة إلى دعم من المنظمات الدولية وتأمين الأغطية للأطفال.
ويتطلع سكان المدينة إلى وقفة دولية مع الأزمات التي تلم بهم، وإيقاف حمام الدم الذي يجري في المدينة، وتأمين المواد الغذائية التي تفتقر لها المدينة المحاصرة منذ 3 سنوات، دون أي اكتراث من الدول العربية لما يجري في المدينة.
المركز الصحفي السوري
أحمد الإدلبي