مصطلحات سياسية لا يزال يتغنى بها نظام الأسد منذ خمسين سنة إلى الآن، فمن زمن حافظ الأسد إلى عهد ابنه بشار، لا يزال يحاول الشعب السوري أن يرفع الستار عن تلك الكلمات الشكلية لتظهر على حقيقتها.
حزب البعث الاشتراكي، تأسس في دمشق عام 1947، ” أهدافه وحدة، حرية، اشتراكية “، تجسدت تلك الكلمات في التحرر من الاستعمارية والامبريالية، لكن النظام حولها لصالحه ليصبح هو الوحيد الذي سلب هذه الحقوق للشعب السوري الباحث عن التحرر.
أول شعار ردده الشعب في ثورة الحرية في مارس 2011 ” نحنا بدنا حرية، وبدك ترحل يابشار وبدنا نشيل البعثية”، بل حتى معنى الحرية جاء عنده منافياً لمضمونه، فهو حر في التحكم بالشعب ولا يأبه بتطبيق الحريات الفكرية والاقتصادية والاجتماعية، والأهم من ذلك الاشتراكية التي سيطرت على مسامع السوريين، وفي أول مبادرة لظهورها قتل حافظ 30 ألف من سكان حماة في الثمانينيات، ناهيك عن مجزرة المشارقة في حلب وجسر الشغور في إدلب، بحجة الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، وهنا أطلق أهالي حماة عند اندلاع الثورة أغنية تؤكد ذلك” إجرامو متل أبوه والحموية بيعرفوه، حافظ بالماضي قتل وعم يكفي وصية أبوه”.
من جهة ثانية حجز حزب الله اللبناني مكانه في سوريا منذ خمس سنوات وبموافقة أسدية، فجعل من ” المقاومة والممانعة صفتان ملازمتان لنظام الأسد” عبارة رنانة ادعى من خلالها آل الأسد عداءهم لإسرائيل، متناسياً أنه حامي الحمى لحدودها، وخير دليل شعار الشباب السوري المرسوم على الجدران ” منتحدى جنود النظام يطلقوا رصاصة على الجولان”.
المادة الأولى في المبادئ الأساسية بالدستور السوري تنص على أن الحكم جمهوري، لكن الواقع كذّبه مصطلح ” سوريا الأسد”، فلا وجود لأي دولة بالعالم تقرن اسمها بمن يرأسها، هذا غير الانتخابات التي قام بها الأسد في يونيو/حزيران 2014 وكان قد خرجت 70% من الأراضي السورية من يده والشعب بين مهجر وشهيد ومعتقل.
” سورية الأسد أو نحرق البلد “، مقولة حفظها عناصر النظام ظهراً عن قلب، فقابلهم حماس المنتفضين بالشارع السوري ” سوريا لينا وما هي لبيت الأسد”، ليتبنوا معنى القومية التي طالما احتكرها النظام لمصلحته فيما مضى.
الوطنية بمعناها حب الوطن والتمسك به والاعتزاز بشعبه والانتماء إليه ، فقدها بشار مع سقوط أول قطرة دم من الشعب السوري، إلى جانب المواطنة القائلة بوجود حقوق وواجبات للمواطنيين داخل بلدهم، بينما النظام سلب حق شعبه في الحياة أثناء قصفه لهم ولممتلكاتهم وقتل أكثر من 300 ألف مدني، وأدى واجبه حينما باع سوريا وقدمها على طبق من ذهب لروسيا وإيران، وقوله بخطابه الأخير ” سوريا ليست لمن يسكن فيها أو من يحمل الجنسية السورية، بل لمن يدافع عنها ” يثبت فعله السابق الذكر، إنما تجلت الوطنية بأدق تفاصيلها لدى سكان سوريا عندما رأوا بوطنهم جنة رغم تحوله لكتلة صراع وقودها أجسادهم وأموالهم، فغنوا جميعاً ” جنة جنة جنة والله ياوطنا “.
” قوتان لا تقهران، قوة الله وقوة الشعب “، قول يجب أن يدرك العالم منه أن الشعب السوري اختار ثمناً باهظاً للحرية وتوضيح الحقائق الخفية لنظام مجرم ظاهره أمام الأعين العمياء للحكام أجمع الديمقراطية وباطنه الاستبدادية، فالشعب بالنهاية هو الوحيد القادر على التحكم بمصير بلده.
محار الحسن
المركز الصحفي السوري