هوت أسعار النفط اليوم، الاثنين 30 من آذار، إلى أدنى مستوى لها منذ 17 عامًا، في الأسواق الآسيوية عقب تدهور الأسواق المالية الأخرى، وتفاقم جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد-19) في العالم، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وبحسب تقرير وكالة “Bloomberg” العالمية والمتخصصة بالإحصائيات الاقتصادية، انخفضت الأسعار في الولايات المتحدة بنسبة 7.6%، وذلك أدنى مستوى منذ تشرين الثاني عام 2002، بينما انخفض سعر النفط الخام في نيويورك لفترة وجيزة دون 20 دولارًا للبرميل.
وخسر سعر خام غرب تكساس الوسيط في الولايات المتحدة نسبة 5.3% ليصبح سعر البرميل 20 دولارًا، في حين انخفض سعر برميل برنت بحر الشمال بنسبة 6.5% إلى 23 دولارًا للمرة الأولى منذ عام 2003.
واحتلت أمريكا المرتبة الأولى بعدد الإصابات بفيروس “كورونا” بتسجيلها حتى الآن، 143 ألفًا و25 إصابة حتى الآن، بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية.
ودفع ذلك الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ليكون أقل تفاؤلًا بشأن عودة النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة إلى طبيعته، رغم تأكيده سابقًا إمكانية ذلك بحلول منتصف نيسان المقبل، بحسب وكالة “فرانس برس“.
تكافح أسواق النفط لتخزين الوقود، التي تضررت من ضربة مزدوجة، أولها القيود المفروضة على العالم جراء “كورونا”، التي تؤدي إلى تآكل الطلب، وثانيها الحرب في السوق العالمي بين المملكة العربية السعودية وروسيا، التي تسير الأسعار على مسار الربع الأسوأ على الإطلاق.
لكن السعودية قالت يوم الجمعة الماضي، 27 من آذار، إنها لم تكن على اتصال مع موسكو بشأن خفض الإنتاج أو توسيع تحالف المنتجين بين أوبك (OPEC) وتحالف المنتجين.
بدورها فاقمت روسيا الأزمة، بقول نائب وزيرالطاقة، بافيل سوروكين، إن سعر النفط عند 25 دولارًا للبرميل هو نبأ غير سار، لكنه ليس كارثة على المنتجين في البلاد، بحسب “Bloomberg”.
محلل السلع في بنك كومنولث (Commonwealth Bank) الأسترالي، فيفيك دهار، أوضح رأيه بالقول، “مخاوف الطلب حاسمة في الانخفاض ولكنها معروفة جيدًا، ما تسبب في انخفاض السوق حقًا هو الإشارات التي تلقيناها من المملكة العربية السعودية وروسيا بأنهم يعتزمون مواصلة طريقهم الحالي”، مضيفًا أن آمال السوق في التوصل إلى اتفاق لم تنته بعد.
خبير في مؤسسة “أكسي كور” للخدمات المالية، ستيفن إينيس، اعتبر أن أسعار النفط مهددة بمزيد من الانخفاض مع امتلاء سعة التخزين بشكل كامل وتأخر الدول المعنية بإيجاد حلول، مضيفًا “كلما تأخر ردها، زاد خطر انخفاض جديد في الأسعار”، بحسب “فرانس برس”.
يستخدم العالم عادةً 100 مليون برميل من النفط يوميًا، ولكن يتوقع خبراء الأرصاد اختفاء ما يصل إلى ربع ذلك في غضون أسابيع قليلة.
ووفقًا لإدارة الطاقة الدولية (IEA)، فإن الطلب العالمي على النفط في حالة سقوط حر، وقد ينخفض الاستهلاك بما يصل إلى 20 مليون برميل يوميًا فقط، وهذا ما يجبر المنتجين في جميع أنحاء العالم على خفض الإنتاج.
انخفاض الاستهلاك لم يسبق له مثيل لأن التدفق المستمر للنفط صار ضروريًا للاقتصاد العالمي منذ أكثر من قرن، ولكن بذات الوقت ذكرت الوكالة، أن “الانهيار الكبير” لعام 1929، وصدمات “النفط التوأم” في السبعينيات، والأزمة المالية العالمية لم تقترب بعد.
وبدأت أسواق النفط بالانهيار منذ أسابيع مع فرض الحكومات في العالم قيودًا على مختلف المستويات والمجالات، منها السفر والتجارة والحجر المنزلي لاحتواء الفيروس.
والأسبوع الماضي، انتعشت البورصات وارتفعت أسعار النفط مع إعلان الحكومات حول العالم تدابير إنعاش ضخمة تدعم الاقتصاد العالمي.
نقلا عن عنب بلدي