بعد خروج السد عن الخدمة إثر توقف محطات التوليد الكهربائي الذاتية لبوابات السد, أطلق ديوان الخدمات لدى تنظيم الدولة في الرقة نداءات تحذيرية باقتراب انهيار السد، فترة محدودة لا تتجاوز الـ30 يوماً تفصلنا عن كارثة إنسانية إذا لم تتدخل فرق الفنيين لإنقاذه من كارثة الانهيار.
#معلومات عن سد الفرات
سد الفرات أو سد الطبقة يقع غربي مدينة الرقة على نهر الفرات تم توقيع اتفاق مع الجانب السوفييتي لإقامة سد تخزيني في موقع الطبقة عام 1966 إلّا أن العمل فيه عام 1968، وبدء تسارع العمل بإنجاز السد عام 1970حيث دخل المشروع مرحلة هامة بعد أن تم إحداث وزارة سد الفرات التي تقوم بتطوير واستصلاح أراضي حوض الفرات ، والشركة العامة السورية للتعمير التي تولت مهمة إقامة المباني والمنشآت العامة اللازمة للمشروع بما فيها مدينة الثورة وقد استغرق بناؤه تسع سنوات.
#الهدف من إنشاء سد الفرات
ري مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية الخصبة تزيد على 640 ألف هكتار وتوليد طاقة كهربائية 2.5 مليار كيلو واط ساعي سنوياً وتنظيم مجرى نهر الفرات ودرء أخطار فيضانه, إضافة إلى خلق مجتمع جديد متطور في منطقة المشروع.
#العائد من توليد الطاقة الكهربائية
إن كمية الطاقة الكهربائية المنتجة من محطة سد الفرات منذ بداية استثمار المحطة ولغاية شهر كانون الأول 2010 بلغت نحو 71مليارو858 مليون كيلو واط ساعي تقريباً تساوي قيمتها المادية عالمياً ما يعادل 120مرة من كلفة بناء جسم السد والمحطة الكهرومائية، ومواد البناء والمعدات والآليات، والمدينة السكنية ومرافقها الخدمية وأجور العاملين، التي بلغت آنذاك ما يقارب 1600 مليون ليرة سورية.
# بناء سد الفرات وإنتاج كادر من الخبراء والفنيين
عمل في بناء السد 13 ألف عامل سوري, إضافة إلى كادر كامل من الفنيين والمهندسين شكلوا كادراً متخصصاً في أكثر من مائة اختصاص.
#مواصفات السد ومحطته الكهرومائية
سد الفرات أقيم في موقع الطبقة وهو: سد ترابي ذو نواة كتيمة في الوسط لمنع تسرب المياه ويتألف سد الفرات من الأقسام التالية :
#جسم السد الترابي
يتألف جسم السد الترابي من: الرمل والحصى و ذو نواة غضارية بطول 4500 م عرضه عنـد القاعدة 512 م وعند القمة 19 م , وارتفاعه 60 م, يبلغ حجمه 41 مليون متر مكعب , والجناح الأيسر للسد طوله150 م , منسوب قمته 305.5 م وارتفاعه الأقصى 15 متراً ، بين السد الرئيسي والجناح الأيسر وهو مندمج مع المحطة الكهرومائية ويقع فوق المحطة يتكون من ثمان فتحات مزودة ببوابات حديدية أمامية وخلفية قوسية عرض الفتحة 15 م وارتفاعها 14 م وطاقـة تصريفه 19 ألف متر مكعب /الثانية وطوله الإجمالي 250 م .
يقع في القسم الأيسر من السد مأخذ للري بالراحة يغذي قناة البليخ البالغ طولها 18 كم؛ لإيصال المياه إلى الأراضي المستصلحة في المشروع الرائد وبئر الهشم وكامل حوض البليخ, طاقة تصريفها الأعظمي 140م3/ ثا ويتم التحكم بهذا المأخذ بواسطة البوابات.
#المحطة الكهرومائية
تعتبر جزء أساسياً من سد الفرات تقع على الضفة اليمنى من السهل الفيضاني, يبلغ طول المحطة 273 م والارتفاع الكلي من أخفض نقطة بلاطة الأساس 80.7 م , تتألف من ثماني مجموعات توليد مائية مزودة كل منها بعنفة مائية من نوع كابلان استطاعت الواحدة منها 110 ميغا واط واستطاعت المحطة الإجمالية 880 ميغا واط وبإنتاج سنوي من الطاقة يقدر بحوالي 2 مليار ونصف كيلو واط ساعي .
# بحيرة سد الفرات
يحجز سد الفرات خلفه بحيرة الفرات ويبلغ طول البحيرة 80 كم وعرضها 8 كم ومحيطها 200 كم ومساحتها 640 كم2 وحجم التخزين فيها 14.1 مليار متر مكعب, وبدأت الاستفادة من المياه المخزونة لري الأراضي الزراعية في عام 1975 , يبلغ منسوب التخزين الأعظم للبحيرة 304 م والأدنى 208 م أما الضاغط المائي الأعظم لتشغيل مجموعات التوليد في محطة سد الفرات 49 م والأصغر 29 م .
#سيطرة الجيش الحر على سد الفرات غربي الرقة
سيطرت عناصر الجيش الحر في العاشر من شباط عام 2013 على مبنى سد الفرات بعد معارك مع قوات النظام في محافظة الرقة في إطار معركة تحرير الرقة وسط تحذير من قبل الجيش الحر لقواته بعدم استهداف جسم السد من قبل طيرانه الحربي أو مدفعيته الثقيلة.
#سيطرة عناصر تنظيم الدولة على منشأة سد الفرات غربي الرقة
بعد الخلافات بين عناصر تنظيم الدولة وقوات الجيش الحر في نهاية عام 2013 , بدأت عناصر تنظيم الدولة بمهاجمة عناصر الجيش الحر في مناطق الرقة المختلفة, مسيطرة بعد انسحاب الجيش الحر على مبنى سد الفرات في الـ15 من كانون الثاني عام 2014.
#الاشتباكات والقصف الذي طال سد الفرات
مع بدء معركة التحالف الدولي لعزل مدينة الرقة عن ريفها من خلال دعمه لقوات غضب الفرات المكونة من قوات سوريا الديمقراطية والقوات العربية, بدأت طائرات التحالف الدولي باستهداف مبنى السد بعدة غارات جوية ألحقت أضرراً كبيرةً في مبنى السد؛ ما دفع المنظمات الإنسانية لرفع الصوت عالياً منادين بتجنيب السد للمعارك خشية وقوع كارثة إنسانية في سوريا والعراق، إلا أن التحالف الدولي أشار إلى المبالغة في التحذيرات, معلناً أن جميع استهدافاته بعيدة عن جسم السد ولم تلحق به أي ضرر.
من جهتها قامت عناصر تنظيم الدولة بإغلاق بوابات السد وبدأت بتهديد إحداث فيضان بفتح جميع عنفات السد وإغراق الرقة إن حاولت قوات غضب الفرات أن تتقدم إليها، لكن بعد عملية الإنزال الجوي التي قامت بها قوات “المارينز” الأمريكية وعناصر غضب الفرات, السبت الماضي, استطاعت أن تسيطر على مطار الطبقة العسكري وأن تتقدم باتجاه مبنى السد، وسط قصف عنيف طال جسمه وأخرج محطة التوليد الكهربائية فيه عن العمل وانهارت غرفة عمليات السد؛ ما أدى لإغلاق السد وارتفاع الماء فيه للحد الأقصى دون أي قدرة على تغيير الواقع حالياً مادامت المعارك مستمرة في المنطقة.
إلى ذلك وبعد قيام تنظيم الدولة بإطلاق صيحات تحذيرية، ونقل الناشطون صور حديثة لمنسوب المياه المرتفع خلف السد أصدر العاملون السابقون في السد بياناً توضيحياً حول المهلة الزمنية التي تفصلنا عن كارثة العصر إذا ما تم الوضع على ما هو عليه في سد الفرات وقد تم إعداد من قبل المختصين والعاملين في سد الفرات :
المهندس: عبد الجواد سكران مدير لسد الفرات
المهندس: هيثم بكور معاون رئيس دائرة الميكانيك
المهندس: عبود حاج عبود رئيس دائرة الكهرباء
المهندس: موسى الأحمد مدير السدود
المهندس : أحمد فرحات رئيس دائرة الميكانيك في سد الفرات
الفني: الحكم توفيق المسؤول الإداري في محطه التحويل
وجاء في البيان ما يلي:
#أولاً:
إن مجموعه الصور والفيديوهات التي تم بثها من قبل التحالف وتنظيم الدولة تظهر بشكل واضح جداً لا يقبل الشك أنها تابعة لجسم السد وغرفه عملياته المسؤولة بشكل مباشر عن قيادة مجموعات التوليد من (تشغيل وإيقاف ووصلها مع الشبكة) بالإضافة الى وجود دارات التحكم والإشارة فيها، وبالتالي فإن أي خلل في المحطة سوف يظهر على شكل إشارة ضوئية وصوتية في جهاز التحليل في غرفه العمليات ليتم تدارك الأمر وإجراء اللازم.
حالياً غرفة العمليات محترقة بخلاف ما تصرح به قوات غضب الفرات وهي خارجة عن العمل كلياً، ما يعني فقدان السيطرة على قيادة المحطة.
#ثانياً
عدم إمكانية رصد تجهيزات المحطة من مضخات وعنفات من مناسيب مياه و زيوت في الخزانات.
وبالتالي مما لا شك فيه أنه بعد استهداف غرفة العمليات وخلو المحطة من الفنيين؛ بسبب تردي الأوضاع الأمنية هناك، يعني أن المحطة خارجة عن العمل كلياً.
وخروج المحطة عن العمل سيؤدي إلى غرق في المحطة نفسها لتوقف مضخات ضح المياه داخلها وبذلك نكون قد خسرنا المحطة, وتكمن المشكلة الأكبر في فقدان التحكم ببوابات المفيض التي يتم رفعها عن طريق ( الرافعة الإطارية) لسببين اثنين:
الأول : عدم وجود تغذية كهربائية لتغذيتها.
الثاني : خلو المحطة من الفنيين الاختصاصيين الذين يقومون بالعمل على بوابات المفيض .
وبالتالي سوف يؤدي ذلك الى ارتفاع منسوب المياه في بحيرة الطبقة إذا استمر تدفقها من تركيا وسيصل إلى منسوب حرج وخطير غير مسموح به يؤدي إلى فيضان المياه من أعلى جسم السد، وإن استمر الوضع على ما هو عليه فإن الكارثة قادمة, وهي انهيار السد وقتل مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء.
ونحن نقول إلى كل من يهمه الأمر إن إعطاء مهلة أربع ساعات من قبل قوات سوريا الديمقراطية؛ لإصلاح الضرر الكبير الحاصل في سد الفرات غير كافية للعمل أو حتى لتقييم الضرر , تحتاج هذه الورش الفنية إلى ما لا يقل عن 48ساعة على الأقل لاجتماع الكادر الفني المتخصص.
وهناك عدد من التوصيات التي يجب اتخاذها فوراً دون أي تأخير لدرء خطر انهيار السد:
1-وقف العمليات العسكرية على مقربة من سد الفرات.
2-التنسيق مع الحكومة التركية لتخزين المياه ضمن بحيرات سدودها ريثما يتم حل المشكلة.
3-توفير المولدات المناسبة لتغذية الرافعة الإطارية في أعلى المحطة لرفع بوابات المفيض، وتأمين مولدة ديزل 500KVA ووضعها بجانب الرافعة الإطارية، وتأمين مولدة 200KVA لتغذية بوابات مأخذ الري .
4-وجود ممرات إنسانية لدخول العاملين الفنيين لرفع بوابات المفيض لأن هذا العمل لا يتم آليا, أي يحتاج لعمال لتعليق البوابات.
هذا البيان الصادر عن غرفة قيادة سد الفرات المنهارة حالياً يشير إلى أن السد مهدد بالانهيار إذا بقي الوضع على ما هو عليه من معارك في المنطقة خلال الـ25 يوماً المتبقية من عمره وإلا فإن كارثة العصر تنتظر البشر.
المركز الصحفي السوري