يحكى في العالم عن أبشع أساليب التعذيب التي حصلت في السجون، فهنالك العديد من السجون التي اشتهرت بأساليب التعذيب والقمع وانتهاكات حقوق الإنسان، إلا أن السجون السورية قد أظهرت أنها أفظع ما وجد على الأرض من تعذيب وقتل وتنكيل ببني البشر.
قام النشطاء منذ عدة أيام بإطلاق حملة بعنوان “خروجي قبل تفاوضكم” وذلك قبل قيام المعارضة السورية في الخارج بالتفاوض مع النظام، لعل هذه الحملة تحرك ضمير شخصيات معارضة الخارجية التي “تسكن في أفخم الفنادق وتأكل أطيب المأكولات” على حسب قول أغلب قيادات الفصائل الثورية.
أبو محمد معتقل سابق يقول” :لن يشعر أحد في العالم بحجم العذاب الذي يعاني منه المعتقلون خلال مدة الاعتقال حيث يتمنى السجين خلال هذه الفترة الموت، عله يرتاح من ألم القتل الذي لا يمر يوم على أحد المعتقلين إلا وينال نصيبا كبيراً من هذا الألم”.
أنواع التعذيب في السجون السورية لم يشهد لها مثيل في باقي السجون فالطرق متعددة لإذلال المعتقل وجعله يعترف على أشياء لم يفعلها أبداً فالشبح والكرسي الألماني والضرب بالعصي وأخمص الأسلحة، هذا عدا عن الشتم والسباب الذي يتلقاه المعتقلون من العناصر والضباط في كل يوم.
“محمد” ابن أحد الشهداء داخل سجون النظام يقول: “يبلغ وزن أبي قرابة 110 كيلوغرامات وبعد اعتقاله بفترة ثلاثة أشهر سمح لنا بزيارته في فرع أمن الدولة فتفاجأت أنا وأمي عند رؤيته، لأن جسده كان نحيلاً جداً وكان غير قادر على الحركة بسبب سوء التغذية، فهمست في أذنه قائلاً ألا تأكل يا أبي فأجابني بأن وجبتنا الوحيدة في اليوم هي ربع رغيف من الخبز اليابس”.
تعدى التعذيب والقتل داخل السجون ليصبح المدنيون يحاكمون ضمن محاكم عسكرية بالإضافة لتصفيتهم بدون محاكم أحياناً وقتلهم أثناء التعذيب فقد بلغ عدد الشهداء تحت التعذيب خلال عام 2015 لأكثر من 1416 حسب المرصد السوري لحقوق الانسان دون وجود آلة ردع توقف عناصر النظام عن فعل هذا الأمر، بالإضافة لاعتقال عناصر النظام للنساء بحجة أن أقاربهم من الفصائل الثورية أو أن لهن ارتباطاً بالثوار بشكل أو بآخر.
بلغ عدد المعتقلين داخل سجون النظام منذ بدء الثورة في سوريا وحتى أوائل شهر آب/اغسطس عام 2015 أكثر من 215 ألف معتقل حسب تقرير نشرته قناة “العربية” على موقعها على الإنترنت.
لم تفلح كل الجهود العربية والدولية منذ بدء الأحداث في منتصف مارس/آذار 2011 من إخراج عشرات الآلاف من المواطنين السوريين الذين زج بهم نظام الأسد في السجون، بل إنه ما زال يمارس هذه السياسة المجرمة عله يفلح في إسكات صوت الحق المطالب بالحرية والتخلص من الظلم.
المركز الصحفي السوري ـ مصطفى العباس