ويضم سجن حماه المركزي أكثر من 1000 معتقل، ويحوي على عدد من الأجنحة، كل جناح منها يختص بنوع من التهم، ويتم توزيع السجناء على الأجنحة حسب تهمهم، وتقسم الأجنحة السبعة إلى جناح للسرقة وجناح للدعارة والاغتصاب وجناح القتل إضافة لجناح المخدرات وجناح المحكومين وجناح الإرهاب وهو أكبر الأجنحة حاليا.
ويحوي جناح الإرهاب في سجن حماة المركزي أكثر من 650 سجينا بتهم متفرقة، الغالبية العظمى منها تتعلق بالثورة السورية و تتنوع التهم بين تمويل كتائب الثوار، والمشاركة في القتال ضد قوات النظام السوري والخروج في المظاهرات ضد النظام، إلا أن عددا كبيرا من السجناء داخل هذا الجناح ليس لهم علاقة بأي شيء من هذه التهم، وإنما أجبروا على الاعتراف بأشياء لم يقوموا بها تحت التعذيب والضرب في أقبية الأفرع الأمنية التابعة للنظام، قبل أن يتم تحويلهم لسجن حماة المركزي.
وفي السادس عشر من يونيو عام 2015 دخل أكثر من 650 سجينا في إضراب مفتوح عن الطعام والشراب، بسبب إصدار قرارات تعسفية ومجحفة بحق عدد كبير من هؤلاء المساجين من قبل قوات النظام السوري، وتراوحت القرارات بين الإعدام والسجن المؤبد ومن أكثر السجناء حظا هم من تم الحكم عليهم بالسجن 12 أو 13 عاما، وقاموا بهذا الإضراب بهدف مقابلة أحد المسؤولين ولكنهم واصلوا إضرابهم لأيام عديدة دون أن يقابلوا أحدا ودون فائدة تذكر.
و في 14 /8 /2015 انتفض السجناء وقاموا بعصيان على قوات النظام في سجن حماة المركزي، وذلك بعد أن اقتادت قوات النظام داخل السجن عددا من السجناء لتعذيبهم وعقابهم على استعصاء نفذوه سابقا حسب ما أفاد ناشطون، ولكن هذه المرة كان العصيان قويا فقد هربت قوات النظام من مبنى السجن وأصبح في قبضة السجناء فقط، فقامت قوات النظام بإلقاء عشرات القنابل المسيلة للدموع مما أدى لحدوث حالات اختناق بين السجناء، وبعدها قامت قوات النظام بفتح النار على السجناء واقتحام المبنى موقعة عددا من الجرحى في صفوف السجناء.
ورغم كل ما يعانيه السجناء داخل سجن حماة المركزي من حرمان من أبسط الحقوق والتجويع والضرب والتعذيب، جاء داء السل ليكمل عليهم مشاكلهم وذلك بسبب انعدام العناية الطبية ورداءة بيئة المهاجع والظروف الصحية السيئة، فقد يعطى السجين مهما كان مرضه حبوب وجع الرأس لا أكثر.
أبو خالد شقيق أحد السجناء في سجن حماة المركزي يروي ما قال له شقيقه فيقول: “جاءنا داء السل بعدما نقل عدد من السجناء إلينا من سجون أخرى وهم يحملون هذا المرض، وتفشى بيننا بسرعة بسبب الظروف الصحية السيئة فقد أصيب به أكثر من 40 سجينا، وتم عزل المصابين عن طريق حجزهم في غرف لهم وحدهم لا أكثر”.
وفي 12 مارس 2016 اليوم السبت عاد السجناء لتنفيذ استعصاء مدني لكافة السجناء، وبدؤوا بالتجمع والهتاف والتنديد بوقف محاكمة معظمهم، حيث تم تقديم عدد من الوعود في الاعتصام السابق بالتقديم للمحاكمة لكن دون شيء يذكر.
من إضراب على الطعام إلى اعتصام ومن ثم إلى استعصاء، وسط كل الظروف الصعبة من تجويع ورداءة صحية، لم يترك سجناء سجن حماة المركزي طريقة أو وسيلة إلا وحاولوا خلالها التخفيف مما يتعرضون له من قبل قوات النظام، ولكن مناشداتهم وصيحاتهم كلها لم تلق صدى في آذان الأمم المتحدة والدول العربية الصماء.
محمد المحمود
المركز الصحفي السوري