من منجزات بوتين في سوريا مجزرة مروعة شنها الطيران الروسي ضد المدنيين في مدينة ادلب تاريخ 20 من ديسمبر/ كانون الأول مستهدفا التجمعات السكنية في شارع القصور والجلاء و المحكمة الشرعية التي كانت تكتظ بالناس الذين كانوا يقضون العديد من حوائجهم “من توثيق للقضايا ومعاملات الزواج و الطلاق والولادات ومعاملات الآجار والبيع والشراء” موديا بحياة ما يقارب 70 شهيدا معظمهم من المدنيين بينهم أطفال ونساء و200 جريح بإصابات بليغة، و من بينها حالات لأطراف مبتورة ولاتزال قوات الدفاع المدني تنتشل جثث و أشلاء الضحايا من تحت الأنقاض، مع العلم أن المدينة تخضع لهدنة بين جيش الفتح و إيران برعاية ” أممية”.
بعيد الضربة الأخيرة ضجت المدينة بأصوات سيارات الإسعاف والطيران الروسي لا يزال يحلق فوق رؤوس المدنيين ورجال الدفاع المدني الذين يحاولون إسعاف الجرحى ونقل الشهداء للمشافي و إنقاذ من تبقى عالقا تحت الأنقاض وسط أمل العثور عليهم أحياء.
يعلق ابراهيم شقيق أحد ضحايا المحكمة الشرعية:” هذه المجزرة برعاية أممية ببصمة بوتين، كان أخي قاضيا يحل مشاكل وقضايا المواطنين هنا، لم يكن إرهابيا”.
هناك و بجانب المحكمة الشرعية يقف المئات من الرجال ينتظرون العثور على أقاربهم أحياء أو أموات. “أخي كان عريسا جاء ليعقد قرانه في المحكمة الشرعية هو وعروسه ليدفنوا سوية تحت أنقاض المحكمة”، هذا ما قالته شقيقة أحد الضحايا. و أكثر ما يثير الشفقة وحرقة في القلب مشهد تلك الأم التي تنتظر داعية أن يخرج ابنها سالما من تحت أنقاض المحكمة، ليخرجه أخيرا أحد عناصر فرق الدفاع المدني شهيدا، فتصرخ وتبكي وتدعو على بشار وبوتين.
يقول أحمد أحد المسعفين في المدينة: ” لقد نقلنا إلى المشافي العشرات من الشهداء والأشلاء و الجرحى معظمهم بإصابات خطيرة ولا يزال العشرات عالقين تحت الأنقاض”.
صنف السيد بوتين المواطنين داخل مدينة ادلب ” إرهابيين” فلا خطوط حمراء لغاراته اليومية على الشعب السوري ولا حرمات لأهدافه مهما كانت ” مشفى، مدرسة، سوق، مسجد أو حتى مجلس عزاء”. تحولت منازل المدنيين في ادلب لمجالس عزاء لأن الطيران الحربي لم يغادر سماء المدينة يومها، أكثر من خمسين عائلة استقبلت جثامين أولادها أو ذويها، في أحد البيوت دخلت هيام لتعزي خالتها بابنها: ” أكثر ما أحزنني هو وجود العشرات من الأرامل فلم أكن الوحيدة التي فقدت زوجي، كانت خالتي تذرف دموعها بصمت كي لا تزيد من قهر وحزن زوجة ابنها الشهيد لأنها حامل وعندها أربعة أطفال”.
من قلب تلك المجزرة تلد إحدى الأمهات بعد وفاتها ونتيجة الضغط من شدة القصف، يصرخ طفل صغير بالبكاء، صوت الطفل يبعث الأمل في نفوس أهالي المدينة، فمن تحت الركام والموت تخرج الحياة، وجميع أهالي المدينة يؤكدون للعالم أنهم باقون في ادلب رغم كل المجازر التي ارتكبها النظام بحقهم وبحق الشعب السوري كافة. خذلان العالم يقتلنا، حيث وقف العالم متفرجا على تلك المجزرة المروعة، حتى أنه لم يدن أو يشجب تلك المجزرة التي قام بها الطيران الروسي الذي يدعي محاربة تنظيم الدولة، بينما هو في الحقيقة يساعد النظام على إبادة المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرته، فإلى متى سيبقى العالم يقف متفرجا على مسرح جرائم بشار وبوتين دون أي قرار أو حراك يمنعهم من قتل ما تبقى من الشعب السوري؟!
المركز الصحفي السوري – سلوى عبد الرحمن