التعنت الذي يمارسه نظام بشار الأسد مدعوماً بالصواريخ الروسية كان سبباً قوياً في تصعيد عملياتهم العسكرية ضد المدنيين تزامناً مع مباحثات جنيف، فضلاً عن رفض جهود الأمم المتحدة لتطبيق القانون الدولي.
أشار الخبراء إلى أن القصف والعدوان فيه تهديد مباشر للعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، الأمر الذي دفع المعارضة السورية إلى تأكيد وجود خطط بديلة حال عدم جدية نظام بشار الأسد.
وناشدت المعارضة السورية المجتمع الدولي بتطبيق القرار رقم 2254، باعتباره الحل الوحيد لوقف نزيف الدم السوري، في إشارة إلى هجوم قوات بشار على حلب وريفها الاثنين والثلاثاء.
ولفت الخبراء إلى أن فشل مباحثات جنيف من شأنها استدعاء صواريخ السام لساحة المعركة بسوريا، وأن المواجهة المسلحة حتمية ولا مفر منها.
وفي خضم الصراع المرشح لمزيد من التصعيد في الأيام القادمة، برز التساؤل عن كون واشنطن ستتراجع عن قرارها السابق القاضي بحظر تسليح فصائل الثورة السورية بمضاد الطيران، خشية من وصولها إلى “الأيدي الخطأ”، في إشارة إلى تنظيم الدولة، وجبهة النصرة التي تمثل فرعاً لتنظيم القاعدة في سوريا، وهي الحجة التي بررت بها على الدوام عدم إقدامها على تسليح المعارضة، بما فيها تلك التي تصنف غربياً بأنها “معتدلة”.
– استدعاء السيناريو الأفغاني
وإذا كانت الطائرات الروسية قد دشنت حملتها المعادية على سوريا بضرب تجمع كتائب العزة في حماة، وهي المنضوية تحت غرفة عمليات “الموك” التي تشرف عليها الولايات المتحدة والدول الأساسية في مجموعة أصدقاء سوريا، في رسالة مفادها بأن التحرك الروسي يستهدف دحر النفوذ الأمريكي قبل أي نفوذ آخر، فإنه سيكون من المستبعد أن تلتزم واشنطن الصمت، ولو على صعيد الرد غير المباشر، في استدعاء متوقع للسيناريو الأفغاني.
إدريس الرعد، مسؤول المكتب الإعلامي في فيلق الشام، أحد الفصائل المنضوية تحت لواء “جيش الفتح”، أكد حاجة الثوار إلى مضادات الطيران للتصدي للطائرات الروسية، معبراً عن عزم الفصائل الثورية على استخدام كل الوسائل الممكنة “لصد العدوان الروسي الغاشم ومنعها من إنقاذ الأسد”.
وأضاف في تصريح لـ”الخليج أونلاين” أن صواريخ ستينغر أو “سام7” هي الأكثر قدرة على التصدي للطائرات الروسية، داعياً الدول الداعمة للثورة السورية إلى تزويد الثوار بالأسلحة المضادة للطيران التي تمكنهم من “إفشال الحملة الروسية المعادية”.
وكشف المسؤول في “فيلق الشام” أن “روسيا لم تستخدم في حملتها العسكرية القائمة طائراتها المتطورة حتى الآن، ما يجعلها لقمة سائغة لعملية استهدافها خلال تحليقها فوق الأجواء السورية”.
– صواريخ ستينغر (سام7)
وتعرف منظومة الصواريخ المضادة للطيران المحمولة على الكتف، بأنها أسلحة موجهة وتشكل تهديداً للطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض، وخاصة الطائرات الحوامة (الهليكوبتر).
واخترعت أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف لأول مرة في أواخر 1950 من قبل الولايات المتحدة، لتوفير الحماية العسكرية للقوات البرية ضد طائرات العدو، وتنتج هذه الأنظمة وتطور في خمسة وعشرين بلداً.
وفي عام 1972 طور الصاروخ ريد آي (RED EYE) باسم (RED EYE2) الذي عرف لاحقاً باسم (STINGER)، وأجريت عليه العديد من التجارب، إلى أن وصل عام 1981 إلى وضعه المجدي.
ويشمل الصاروخ جهازاً متكاملاً للتمييز، وبعض التدابير المضادة للتشويش، وله خلية باحثة، يستطيع الإقفال على دخان الهدف مما يعني الرمي على الهدف حتى لو يكن بمواجهة مباشرة.
صاروخ “ستينغر” يملك تاريخاً طويلاً في مقارعة الطائرات العسكرية، خاصة الروسية، فقد أسقط أكثر من 250 طائرة سوفييتية على أيدي المجاهدين الأفغان الذين حققوا نجاحاً بنسبة 80%، واستخدمت فرنسا وتشاد هذا الصاروخ خلال المناوشات الحدودية ضد ليبيا في عامي 1986-1987.
ويبلغ طول ستينغر 1.52 متر، بوزن 10.1 كغ، ويزن الصاروخ مع القاذف 15.7 كغ، ووزن المدمرة 3 كغ، ويبلغ مداه الأقصى 8000 متر، ومداه المجدي أكثر من 4000 متر، وأقل مدى له 200 متر، وأقصى ارتفاع له 3500 متر.
الخليج أونلاين