قصة مؤلمة من بين ألاف الحكايا والقصص اليومية لعائلات وأرواح قضت بفعل إجرام أل الأسد وحلفائهم الروس والإيرانيين خرجت من حنايا صدر متعب وقلب راض بقضاء الله وقدره لتوثق لنا جانباً من ألام وأوجاع الشعب السوري المقهور وتعبر عن غطرسة العدوان الروسي والإيراني ومدى الأهات والأوجاع التي يزرعونها في المجتمع السوري لتحقيق مكاسب سياسية أو منافع اقتصادية على حساب أوجاع وأهات الشعب المظلوم .
” سامر المر” الطفل السوري من أبناء معرة النعمان الأبية ذو الأربع سنوات ولد من رحم الثورة وفي ظلها وتفتحت عيناه الخضراوتان على أنغام القاشوش وأعلام الثورة ترفرف في سماء المعرة ، عاش في أسرة فقيرة متواضعة بين أربعة أخوة ووالديه ،فكان يرافق والده الشهيد أحمد المر في عمله ضمن أسواق وأحياء المدينة ينقل المياه ويوزعها للمباني السكنية ليكسب قوت عياله وهو راض كل الرضى بعمله ورزقه محباً لأولاده الصغار سامر ومحمد ثابر وعائلته .
لم يدري أحمد المر أن ذاك اليوم ليس ببعيد سيكون نهاية طريقه مع عائلته التي بدأت الأوجاع تتسلل لأروقة منزلها بعد أن وصل نبأ استهداف الطيران الروسي لشوارع معرة النعمان حيث أحمد المر في عمله وولديه سامر ومحمد يرافقانه ليصل النبأ الأليم بأن الطيران استهدف مكان تواجدهم وأن الأب قد فارق الحياة شهيداً وولديه محمد وسامر أصيبا بجروح بليغة .
نقل الأخ الأكبر لسامر واسمه محمد الى المشفى الميداني في سراقب لتجرى له عملية جراحية للفك بعد أن هشمت أسنانه شظايا الصواريخ الروسية ،أما الطفل سامر نقل الى المشفى 101 في معرة النعمان وكان جثمانه قد وضع بين الضحايا في براد المشفى قبل ان تسمع إحدى الممرضات أنات وزفرات الحياة من داخل صندوق البراد المغلق فتسرع وكادر المشفى لتتحقق من هذه الزفرات والأنفاس الضعيفة وإذ بالطفل ” سامر المر” مازال على قيد الحياة يحاول تجميع أنفاسه المتعبة لينقل سرايعاً لمدينة إدلب ومنها الى مشفى كرخان في تركيا حيث اجريت له عدة عمليات جراحية تم خلالها إخراج عدد من الشظايا التي اخترقت رأسه ،الأمر الذي أدى لأن يفقد سامر صاحب العينان الخضراوتان بصره وتفقد أمه المكلومة باستشهاد زوجها وإصابة أطفالها تلك النظرات البرئية والضحكات الطفولية وهي راضية كل الرضى بقضاء الله وقدره .
يقول أحد أقرباء العائلة في حديث مع شبكة شام إن الزوجة استقبلت نبأ استشهاد زوجها بصبر وثبات منقطع النظير وكانت راضية كل الرضى وهي تحمد الله وتثني عليه وتقول ” هذا من عند ربي فزوجي شهيد لاأريد لأحد أن يعزيني به فهو عند ربه ” وهي تقلب بين زراعيها أطفالها الصغار فالأول فقد أسنانه وتعرض لتشوهات كبيرة في فكيه والثاني فاقد للبصر يحتاج لعلاج طويل يفوق قدرة العائلة على تحمل تكاليفه كي يعود له مافقده وتعود عيناه الخضراوتان تبصران النور من جديد عله يرى بعينه ذلك اليوم المشرق الذي سينتي فيه الظلم وتقف فيه الطائرات عن القصف وينعم أطفال سوريا بالأمن والأمان يلهون ويلعبون ويمارسون هواياتهم بسلام .
زين العمر – شبكة شام