لم يدخر أهالي مضايا طريقة للمناشدة، ولم تفلح صور الأطفال وهم يتضورون جوعا. ولم تحرك مشاهد الموت البطيء في القرن الحادي والعشرين لآلاف الأسر المحاصرة بنيل اهتمام دولي يوقف هذه الكارثة.
لم تدخل طوال الأشهر الستة الماضية أي مواد غذائية إلى مدينة مضايا بريف دمشق التي تخضع لحصار خانق من قبل قوات النظام وميليشيات حزب الله.
حيث بدأ الحصار مع سعي النظام للسيطرة على مدينة الزبداني المجاورة لمضايا، آنذاك سعت ميليشيات حزب الله للضغط على الثوار في الزبداني كون عائلاتهم هربوا إلى مضايا التي لا توجد فيها أي فصائل مسلحة، وبالتالي كان عليهم إما الرضوخ لهدنة بشروط الأسد أو رؤية أطفالهم مع سكان مضايا الأصليين يموتون جوعا وكانت الهدنة فعلا لكن شروطها لم تطبق، حيث من المفترض وفقا لبنود الهدنة أن يسمح نظام الأسد وحزب الله للمساعدات الغذائية بالدخول لآلاف الأسر المحاصرة وهو مالم يحدث حتى الآن.
تشهد مضايا أكثر من 160 حالة إغماء يوميا بسبب سوء التغذية، ووصلت أسعار المواد الغذائية لأرقام قياسية، فكيلو غرام واحد من حليب الأطفال أصبح يباع بنحو 100 دولار أمريكي إن وجد.
كارثة غذائية تتزامن مع برد قارس وعواصف ثلجية تضرب المنطقة مما يزيد من مأساوية المشهد.. ولم تستطع كل المناشدات التي يرسلها الأهالي يوميا بالتقليل من قسوة ذلك المشهد وسط صمت دولي مطبق.
العربية