انطلقت معركة ريف حلب الجنوبي منذ فترة قصيرة لتنضم للمعارك المنطلقة على جميع جبهات حلب في الريف والمدينة، موقعة خلالها عشرات القتلى، وخسائر مادية كبيرة في العتاد العسكري في صفوف النظام ، اغتنمت ضمنها الفصائل الثورية عددا من المعدات العسكرية وحررت مناطق عدة كانت خاضعة تحت سيطرة النظام، ترافقت هذه المعارك بقصف جوي سوري وروسي عنيف استهدف المناطق المحررة والكثير من الأحياء داخل مدينة حلب كرد فعل انتقامي لخسارتهم.
فقد أفاد ناشطون أن المعركة اشتدت عندما سيطرت الدولة الإسلامية على الطريق الواصل بين السلمية خناصر حلب، وبذلك تكون قد قطعت آخر طريق امداد لقوى النظام داخل حلب، وحاصرتهم من جميع الجهات، في نفس الوقت أعلنت الفصائل الثورية عن سيطرتها على معمل الاسمنت بعد معارك كر وفر طويلة قتل فيها عددا كبيرا من قوات النظام.
حيث أفادت وكالة أنباء شرق برس أنه بعد أسبوع من بدأ المعركة تم السيطرة على الطريق من قبل تنظيم الدولة الإسلامية مما تسبب بانخفاض كبير في حركة المواصلات العامة خاصة بمناطق سيطرة النظام بحلب نتيجة شح المحروقات وارتفاع أسعارها بشكل كبير، ناهيك عن غلاء في المواد الغذائية الغير مسبوق هذا إن توافرت.
تسارعت أحداث المعارك لصالح الفصائل الثورية عندما فرضوا سيطرتهم على عدة قرى منها تلة الحويز وشغيدلة والقراصي والوضيحي، فقد كانت تلة البقارة وجبل البنجرة آخر النقاط المسيطر عليها من قبل الفصائل الثورية.
لاتزال الاشتباكات مستمرة حتى اللحظة على جبهات خان طومان والحاضر ومريمين مترافقة بعشرات الغارات الروسية يوميا المؤدية لوقوع عشرات الشهداء المدنيين في المناطق المحررة ومحيطها، بالإضافة لتدمير واسع في البنى التحتية كمشفى العيس ومنازل المدنيين.
نتيجة هذه الغارات شهدت مناطق ريف حلب الجنوبي نزوحا جماعيا لسكانها إلى ريف حماه ومدينة إدلب وريفها، فذكر متحدث باسم الأمم المتحدة للشؤون الاجتماعية أن 35 ألف شخص قد تركوا قراهم التي تتعرض لتدمير ممنهج على يد قوات النظام وأسلحتهم الفتاكة المستخدمة كان آخرها القنابل العنقودية المحرمة دوليا.
المركز الصحفي السوري – محار الحسن