أكثر من أسبوع مرّ على معارك ريف حلب الجنوبي العنيفة و التي يخوضها عناصر الكتائب الثورية من جهة و جيش النظام المدعوم بالميليشيات الإيرانية و عناصر من حزب الله من جهة أخرى في قرى خان طومان و الحاضر و العيس جنوب محافظة حلب.
استطاع النظام في هذه الاشتباكات العنيفة و المعارك الشرسة التقدم على الأرض بتغطية جوية روسية، فقام بالسيطرة على قرية الحويز بعد تكثيف الغارات الجوية عليها و القصف العنيف التي تتعرض له تلك القرى من المدفعية الثقيلة الموجودة في جبل عزان.
تلتفت أنظار جيش النظام و أعينهم على تلة العيس الواقعة قرب قرية العيس المتاخمة لبلدة الحاضر في الريف الجنوبي و التي تبعد عن مدينة سراقب في ريف ادلب الجنوبي الشرقي حوالي 8 كيلو متر، فتكررت المحاولات من قبل جيش النظام و العناصر الموالية له بالتقدم نحو تلك التلة والتي تعتبر تلة استراتيجية كونها تطل على بعض من قرى الريف الحلبي و الادلبي.
عمر أحد سكّان قرية الأجز في ريف سراقب و القريبة من قرية العيس حدثنا : ” تعتبر تلة العيس استراتيجية بفضل موقها المرتفع و المطل على قرى كثيرة، فيمكن للنظام إذا تمكّن من السيطرة عليها أن يقوم بقصف الريف الحلبي و الادلبي بفضل مدفعياته التي تصل مدى قذائفها لعشرات الكيلو مترات، فيستطيع من ذلك قصف سراقب و ريفها أيضاً”.
كما شهدت قرى العيس و الحاضر و الخواري و أبّاد في الريف الجنوبي لمحافظة حلب، حركة نزوح كبيرة بسبب تعرضها بشكل يومي لغارات عديدة من الطيران الحربي السوري و طيران القوات الروسية، و بفضل الاشتباكات التي تدور في تلك المناطق، مما دفع بأهالي تلك القرى بترك منازلهم و الذهاب إلى مناطق أكثر أماناً بعيداً عن أماكن الاشتباك و القصف العنيف.
اشتباكات عنيفة و قصف يومي و مؤازرات لجيش الفتح و الفصائل الثورية الأخرى بالتزامن مع تقدم بسيط لقوات النظام المدعوم بالطيران الروسي في ريف حلب الجنوبي، هذا هو حال قرى و بلبدات المنطقة ليبقى السؤال الوحيد الذي يدور في الأذهان لمن سوف تميل الكفة لطائات بوتين وجيش الأسد أم لجيش الفتح بكتائبه و فصائله العديدة ؟ .
المركز الصحفي السوري -محمد تاج