حملة هي الأعنف تشنها قوات النظام مدعومة بالقوات الروسية والميليشات الشيعية على جميع المحاور على ماتبقى من جبلي الأكراد والتركمان في اليومين الماضيين والمستمرة منذ قرابة الخمسة أشهر مع دخول القوات الروسية المعركة بكل قوة، حيث بلغت ذروتها في اليومين الماضيين والمستمرة حتى اللحظة.
هذه الحملة شهدت معارك قوية وعنيفة على جبهة جبل التركمان تركزت على قرية كلز حيث سيطرت عليها قوات النظام يوم أمس ليعود الثوار بالكر عليهم من جديد واستعادتها اليوم السبت.
في محاولات قوية وحثيثة من قوات النظام للسيطرة على محور القلعة وقرية التفاحية لما تمثله من قمم استراتيجية ومهمة تتيح للنظام السيطرة عليها بسط السيطرة النارية والتقدم باتجاه بداما والناجية ومن ثم التقدم أكثر باتجاه جسر الشغور، والتي تشكل هدفا استراتيجيا للنظام وحلفائه الروس لحماية الدولة العلوية المزمع إقامتها في حال اي تحول مفاجئ في المستقبل أوفرض شروط أقوى في المفاوضات القادمة، وبسط سلطة أكبر في حال التوافق على فدرالية في ظل ماتروج له روسيا ويلقى الرضا الاسرائيلي وبالتالي الرضا الأمريكي.
بظل وجود معارضة لمثل هكذا مشروع من قبل المعارضة ودول عربية عدة لها تأثير كبير بالقضية السورية بالاضافة الى تركيا، عدا عن رفض أقوى الحلفاء الإقليمين للنظام وهي ايران لما يشكل مثل ذلك اتفاق لخسارة الطموح الإيراني في سوريا من جهة، ومن جهة ثانية يمكن أن يعطي للأكراد نوعا من الاستقلالية تشكل خطرا على الإيرانين والأتراك في المستقبل، وهذا أحد أسرار التقارب التركي الإيراني الأخير، والامتعاض الايراني من موسكو والذي تمت الاشارة إليه من قبل أكثر من مسؤول إيراني وفي أكثر من مناسبة.
في الوقت الذي تشهد فيه قرية الكبينة الاستراتيجية وقرية الحدادة القريبة من بلدة كنسبا في جبل الأكراد أقوى المعارك والاشتباكات في محاولة من قوات النظام والقوى المساندة لها السيطرة عليها، وبالتالي الاقتراب من سهل الغاب، والالتفاف على جسر الشغور من الجنوب، وحماية المناطق الموالية للنظام في كل من جورين والسقيلبية وصولا إلى الساحل، ومع ذلك لم تفلح محاولات قوات النظام حتى اللحظة في تحقيق مبتغاها.
في وقت خسرت فيه المعارضة معظم ريف اللاذقية في كل من جبلي الأكراد والتركمان والمعارك هي الأشد على ماتبقى من الجبلين، كان آخرها هجوم اليوم على هذه المحاور ،خسر فيها النظام الكثير من جنوده وعتاده وكما في كل مرة، وأنباء عن أسرى لقوات النظام تتكتم المعارضة عن الإدلاء بمعلومات تؤكد أو تنفي صحتها لأسباب نجهلها، بظل محاولات كبيرة من الروس للسيطرة على هذه المنطقة وإصرار كبير من الثوار بالدفاع عنها والثبات فيها، في الوقت الذي يرى فيه الكثيرون بأن الهدنة المزعومة لم تخدم سوى قوات النظام والقوات الروسية، ووضعت المعارضة في موقع الدفاع عن نفسها مع حرمانها من السلاح وتكبيل معظم الفصائل والكتائب المقاتلة باتفاقية ظاهرها الهدنة وحقيقتها تقييد المعارضة وإطلاق يد النظام وحلفائه حيث يشاء وكيفما يريد.
وضاح حاج يوسف
المركز الصحفي السوري