قــــــراءة فــــي الصحــــف
تحت عنوان، “روسيا والغرب نحو حرب باردة جديدة”، نشرت صحيفة الـ “ديلي تلغراف” البريطانية تقريراً قالت فيه:
إن الغرب دخل حربا باردة جديدة يمكن أن تؤدي إلى مواجهة متزايدة في أنحاء العالم، بسبب تحدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهيمنة الدولية الأميركية.
وأشار التقرير إلى أن هذا هو ما أجمع عليه الخبراء العسكريون ودوائر السياسة الخارجية في موسكو الذين حذروا من أن روسيا والغرب يتجهان نحو مواجهة خطيرة مثل أزمة الصواريخ الكوبية.
وقال أحد الخبراء العسكريين “إذا كنا نتحدث عن الحرب الباردة الماضية، فإننا نقف في الوقت الحالي في مكان بين بناء جدار برلين وأزمة الصواريخ الكوبية، وبعبارة أخرى نترنح على شفا حرب لكن دون آليات إدارة المواجهة”.
وعلى خلفية هذا الأمر أشارت الصحيفة إلى أن الكرملين قد اتخذ قرارا بالفعل بوقف الدبلوماسية على الأقل إلى ما بعد الانتخابات الأميركية في 8 نوفمبر/تشرين الثاني، أملا في إقامة علاقة أكثر صدقا مع خليفة باراك أوباما.
وذكرت الصحيفة أن تلك الخطوة جاءت بعد أن ألغى وزير الخارجية الأميركي جون كيري كل أشكال التنسيق بشأن سوريا، قائلا إن روسيا مزقت أشهرا من العمل الدبلوماسي، في حين قال مسؤولون روس إن الأميركيين أنفسهم تراجعوا في كثير من الأحيان عن الالتزامات المتفق عليها.
وألمحت الصحيفة إلى أن هدف روسيا -بحسب عدد من المصادر العسكرية والدبلوماسية والسياسية في موسكو- هو صفقة كبيرة من شأنها قلب ما تعتبره تسوية غير عادلة لما بعد الحرب الباردة.
وأضافت الصحيفة أن الخبراء الروس يخشون من أن الانهيار الوشيك للدبلوماسية قد زاد مخاطر نشوب حرب بالوكالة، أو حتى السيناريو المخيف من حرب غربية روسية مباشرة.
وختمت الصحيفة بأن المضطلعين على السياسة الخارجية الروسية نبهوا إلى قلق موسكو من جرها إلى هذه الأنواع من الصداقات الباهظة التي كانت في الحقبة السوفياتية.
بدورها عنونت صحيفة الـ”فاينانشال تايمز”، : “حلب ستختبر المعيار الأخلاقي للغرب”
بينما تقول روسيا للعالم إنها تستعد وحليفها بشار الأسد لتدمير الجزء الشرقي من حلب إذا كان هذا كفيلا بإنهاء النزاع في سوريا، فإن أنظار العالم ووسائل الإعلام موجهة نحو الموصل، كما ورد في تحليل أعده ديفيد غاردنر لصحيفة “الفاينانشال تايمز” عنوانه “حلب ستختبر المعيار الأخلاقي للغرب”، حيث تدور رحى المعارك التي ترمي إلى إخراج تنظيم الدولة من المدينة.
يريد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يكرر سيناريو ليبيا، حين هددت قوات معمر القذافي بارتكاب مذابح في أوساط المتمردين في معقلهم في مدينة بنغازي، فتحرك الغرب بخطوات يقول بوتين إنها لم تكن مفوضة من الأمم المتحدة.
والآن، وبعد سنوات كان فيها الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” يدافع عن ضرورة إسقاط نظام الأسد، وكان يدعم المعارضة حاجبا عنها أشياء أساسية، يرى كاتب المقال أن بوتين جعل من سوريا مسرحا يستعرض فيه قوة بلاده التي يعتقد أن الغرب غير قادر على مواجهتها.
لا أحد سيحاول أن يحول دون بوتين والأسد وتحويل الجزء الشرقي من حلب إلى “غروزني ثانية”، كما يقول الكاتب، الذي يطرح السؤال: هل الغرب عاجز تماما إذن؟.
ويقول إن بريطانيا وألمانيا وفرنسا عجزت الأسبوع الماضي عن زيادة العقوبات على روسيا بسبب سلوكها في سوريا، حيث وجدت معارضة من إيطاليا. لكن الاقتصاد الروسي ضعيف بسبب انهيار أسعار النفط، وما زالت أدوات العقوبات موجودة.
ويختم الكاتب مقاله بالقول إن نكوص الغرب في ليبيا أدى إلى خرابها وسيادة الفوضى فيها، وهذا أدى إلى انتهاج سياسة قد تؤدي إلى المواجهة في سوريا.
المركز الصحفي السوري _ صحف