الرصد السياسي ليوم الاربعاء(1 / 3 / 2017)
تضارب في مواقف الدول حيال استخدام نظام الأسد للسلاح للكيماوي وقرار فرض العقوبات على حكومته لاستخدامه الكيماوي, وروسيا والصين تنقذ الأسد من جديد بحق النقض “الفيتو”.
استخدمت كلا من روسيا و الصين حق النقض “الفيتو” ضد قرار فرض عقوبات جديدة على نظام الأسد لاستخدامه السلاح الكيماوي في سوريا, كما صوّتت بوليفيا ضد القرار بينما امتنعت كل من مصر و أثيوبيا و كازخستان عن التصويت، و ذلك خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، في مدينة نيويورك الامريكية مساء اليوم الثلاثاء الثامن و العشرين من شباط فبراير الجاري .
و قال مندوب بريطانيا لدى مجلس الأمن : إنّ “استخدام الفيتو الروسي الصيني ضد مشروع القرار لن يخدم مفاوضات جنيف ، مضيفاً أنّ نظام الأسد سيصبح أكثر جرأة لاستخدام الكيمياوي و سيشجع تنظيم الدولة أيضاً”.
اعتبرت مندوبة أميركا أنَ روسيا و الصين اتخذتا قراراً مخزياً برفض محاسبة النظام السوري و هو مثير للغضب.
كما شدد مندوب اليابان بقوله على مجلس الأمن محاسبة مستخدمي الكيمياوي في سوريا ، بينما انتقد مندوب الصين كلمة المندوب البريطاني فيما اعتبر أنّ مسودة القرار الفرنسي البريطاني مبنية على نتائج مختلف عليها، و أنّ التحقيق في استخدام الكيمياوي في سوريا مستمر، و أكد أنّ الصين قلقة بشأن استخدام الكيمياوي في سوريا و تدينه، و على المجتمع الدولي تشجيع الأطراف السورية على الحل السياسي.
و من جانبه قال مندوب فرنسا بمجلس الأمن قبيل دقائق من بدء التصويت على مشروع القرار إنّ “النظام السوري مسؤول عن استخدام الكيماوي ثلاث مرات ولابدّ من المحاسبة فجرائم النظام مستمرة حتى الآن”.
و في سياق متصل قال نائب السفير الروسي : ” إنّ جبهة النصرة استخدمت الكيمياوي في سوريا و هو أمر مقلق و على دمشق أن تقوم بتحقيق شامل لكشف ادعاءات تقرير لجنة الكيمياوي”، كما قال مندوب مصر إنّ مسودة القرار الفرنسي البريطاني تجاهلت الدليل و صيغته منقوصة.
توتر دبلوماسي وتهديد سياسي بين برلين وأنقرة
استدعى وزير الخارجية الألماني “زيغمار غابرييل” السفير التركي في ألمانيا وحمّله رسالة شديدة اللهجة إلى أنقرة عبّر فيها عن انزعاجه من اعتقال الصحفي الألماني في أنقرة, مطالباً بالإفراج عنه فوراً واحترام حرية الإعلام .
قال وزير الخارجية الألمانية “غابرييل” أمس الثلاثاء, عقب لقائه مع السفير التركي في ألمانيا أنه قد عبّر عن موقف بلاده المستاء من التصرف التركي إزاء اعتقال الصحفي الألماني “دينيز يوسيل” في أنقرة، مؤكداً أن تركيا تختلف بشكل كبير عن ألمانيا بتقديرها لحرية التعبير والإعلام.
وأضاف: ” لقد طلبنا من تركيا عبر قنواتنا القنصلية أن نتواصل مع الصحفي يوسيل، لضمان كامل أنواع الدعم في مراحل اعتقاله الأولى وندعو تركيا إلى تحقيقها، ويجب على أنقرة أن تعلم أن زمن التراخي قد انتهى واعتقاله زاد التوتر السياسي بين تركيا وألمانيا”.
يذكر أن السلطات التركية اعتقلت الصحفي الألماني يوم 19 شباط الماضي، بتهمة انتمائه إلى تنظيم إرهابي داخل الأراضي التركية واعترافه بمقالاته التي ينشرها أنه اخترق البريد الالكتروني لوزير الطاقة التركي “بيرات البيرق” وبدأ يتحدث عن السياسة التركية الداخلية.
• فرنسا تندد باستخدام موسكو “الفيتو” لحماية النظام السوري.
نددت فرنسا وبشدة على لسان وزير خارجيتها “جان مارك إيرولت” باستخدام موسكو والصين حق النقض الفيتو للمرة السابعة على التوالي ضد قرار في مجلس الأمن الدولي يدين استخدام أسلحة محرمة دولياً ضد المدنيين في سوريا, واعتبر أن موسكو تستخدم نفوذها لحماية بشار الأسد ونظامه.
صرح “إيرلوت” في بيان: “إن روسيا استخدمت حق النقض وهي بذلك تتحمل مسؤولية كبيرة إزاء الشعب السوري وباقي الإنسانية؛ كونها اختارت البقاء في الطرف الآخر وهو ما يجعل مصداقية روسيا على المحك في محاربتها للإرهاب”.
وتابع قائلاً: “من غير الممكن السكوت عن استخدام النظام وتنظيم الدولة للأسلحة الكيماوية في سوريا، لأننا بذلك نتخلى عن إنسانيتنا وقيمنا التي تمنعنا من السكوت عن تلك الممارسات, ومن المؤسف أن يقف المجتمع الدولي عاجزا عن التوحد أمام مأساة الشعب السوري؛ لأن مجلس الأمن اكتفى بموقف المندد والمستنكر على مدى السنوات الماضية داعياً من المنظمة الدولية إلى عدم الاستسلام أمام التجاوزات التي يعاني منها المدنيون في سوريا .
المركز الصحفي السوري – مريم الأحمد.