يزداد المشهد السوري تعقيدا وتداخل في هذه المرحلة الفارقة من عمر الثورة السورية، وزاد المشهد تشابكا الحلول الروسية المتقلبة والغير واضحة الأهداف والمقاصد الغير متينة ودون ضامن حقيقي أو مكسب حقيقي للثورة.
بدأت تظهر مصالح أصدقاء الشعب السوري على الوجه بشكل واضح أكثر وأصبح الجميع يحسب الخسائر والأرباح بالإضافة للأوراق التي بقيت بين يديه ويمكنه أن يساوم بها وعلى أساسها تتم التوافقات والاتفاقات، والشعب السوري عليه أن يضحي ويقدم لتزداد حصة هذا ويضعف ذاك، الواضح من كل ذاك بأن روسيا تعمل جاهدة لفرض رؤيتها العسكرية والسياسية، على المشهد السوري، فقد استطاعت ان توجد مفهوم جديد في عالم السياسة لإخراج الثورة من مفهومها واللعب بورقة الحاضنة الشعبية للثورة بطريقة ماكرة، ورمي الكرة بملعب المعارضة دون أي مكاسب تذكر، في المناطق التي استحال على قوات الأسد ان تستعيدها ابتكر لها “خفض التصعيد” هذا المفهوم المستحدث، دون زمان ودون رؤية تحدد أطار ومستقبل هذا الخفض للتصعيد، الذي هوى لا يتعدى خفض للهمم وحفض للروح الثورية ولعب على قاعدة فرق تسد بين الفصائل المقاتلة واصطناع معارضات مفصلة على المقاس الروسي.
تلعب الآن روسيا بالنار من خلال المؤتمر الذي دعا له بوتين في منتدى فالداي الدولي في سوتشي الروسية في 19 من تشرين أول الماضي، دون التطرق للمرحلة الانتقالية ولا القرارات الدولية، واعتبرها بوتين بأنها ستكون الخطوة التالية بعد خفض التصعيد، لتحقيق السلام كما زعم، المشارك الأكبر بقتل الشعب السوري، السلام المفصل على مقاس بشار الأسد، سوتشي هي الخطوة الثانية في تركيع الثوار وتمييع الثورة على يد الروسي الحليف والضامن للأسد، الذي فتت السوريين وتحويلهم من شعب واحد ليسميهم شعوب في المؤتمر القادم، ليجعل الشارع السوري بحالة صدمة من التقسيم الذي يلوح في الأفق بخطوة مريبة في إدارة الروس للملف السوري.
الروس يريدون نقل تجربة روسيا الاتحادية لسوريا لذلك أطلق تسمية شعوب على السوريين، ليمهد للمرحلة القادمة والتي ستكون المفصل الحقيقي في حياة السوريين، والتي قد تكرس خسارة الثورة بشكلها الحالي وهو الشكل العسكري للثورة وتؤكد عدم ربح النظام للمعركة بعد أن وقع في أحضان دول التي ساهمت بوأد الحل العسكري بإسقاط النظام، لكن الثورة ربحت كثيرا في مقاييس الربح والخسارة.
كلمة العدد
أكرم الأحمد