صحيفة القدس العربي
عبد الوهاب بدرخان
أشار الكاتب إلى أن الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية كانت قد عزلت روسيا تلقائياً في المربع الأوكراني، لكن الثغرات الكثيرة التي أبقتها استراتيجية باراك اوباما لـ “التحالف ضد الإرهاب”، مثلها مثل الثغرات في استراتيجيته للتعامل مع الأزمة السورية، فتحت لموسكو أبواباً واسعة للعودة كلاعب دولي مكّنه الملف السوري من مصادرة مجلس الأمن وتعطيله، ومن التلاعب بمبادرات مبعوثي الأمم المتحدة، وسيمكّنه تواطؤه العميق مع ايران من التدخل في الحرب والتحكّم ببعض مساراتها، ورأى أن المنطق العام الذي يخيّم على مبادرة روسيا وخطّة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا إلى سورية هو أن نظام الاسد استطاع الصمود وتجب مساعدته على استثمار “نصره” تحت ستار البحث عن حل سياسي، وأن المعارضة بمسالميها ومقاتليها تراجعت اجتماعياً وتقهقرت ميدانياً وتجب مساعدتها على “إدارة هزيمتها، موضحا أن الجهتان المبادرتان تعتقدان أن المساعي السابقة لوقف القتال لم تنجح لأن طرفي الصراع ظنّا لفترة طويلة أنهما قادران على الحسم، ومرّا بمراحل متقلّبة جرّبا خلالها كل ما يستطيعان، لكن الواقع ظلّ أقوى منهما، فالنظام انعطب منذ اللحظة الأولى، حين كُسِرت حواجز الخوف والصمت، أما المعارضة فبدأت عملياً من الصفر، لا يعرف بعضها بعضاً في الداخل، ولا تراث قريباً أو تجربة جارية تستند اليهما، ولا أحد في الخارج يعرفها أو سبق أن عمل معها، فكان عليها أن تعتمد على من تيسّر من الأصدقاء الذين قدّم بعضهم الدعم لكنها أدركت متأخرة أن الولايات المتحدة تحكّمت بمصيرها طوال الوقت وبدّدت تضحياتها وجهدها لإسقاط النظام فانتهت بعد أربعة أعوام إلى ما يشبه الضياع.