صمت السياسيون وغض الضمير الدولي طرفه، فمضى نزيف الدم على الأرض الحلبية يتزايد يوماً بعد يوم وبات على الأهالي انتظار الموت أو حتى تمنيه للخلاص من هول الألم والمعاناة..
في أزقة حيّ “جب القبة” تناثرت أشلاء عشرات المدنيين من بينهم أطفال ونساء، إنهم كل ما تبقى من ثلاث عائلات كانت تفّر من جحيم الحصار والحرب، ما بين موت وموت يتربص القدر بمئات آلاف المدنيين في حلب المنكوبة
دون أن يرف لهما طرف، يتحرك نظاما “الأسد وبوتين” لإبادة كل من بقي حياً بعد معارك القصف العشوائي.. شريكان في جرائم يندى لها جبين البشرية ويعجز اللسان أن ينطق بوصفها غير أبهين لنداءات دولية لتوقف تلك الحرب الدامية.
وبحسابات الربح والخسارة فإن المعارضة السورية المسلحة، تتلقى الضربة الأشد وجعاً منذ عام 2012 فقد بات النظام على مرمى حجر من حيّ الشعار، حيث الممر إلى قلب وعمق معقل المعارضة في حلب.
تتباهى “موسكو” مزهوة بما وصفته بالتغيير الجذري للوضع القتالي في حلب، فقوات حليفتها “نظام الأسد” تمكنت من انتزاع نصف مساحة حلب الشرقية التي كانت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.
وهذا ما أكدته وزارة الدفاع الروسية وتحدث به حلفاء عسكريون لنظام “دمشق” أن الهجوم الشامل على حلب يتم وفق جدول زمني تؤيده روسيا، وربما هي التي وضعته وتشرف على تطبيقه.
وهذا ما سعى إليه الجيش النظام وحلفاؤه الإقليميون لانتزاع السيطرة على شرق المدينة بالكامل.. بالطبع هذه المعطيات في ميدان القتال تبعث على اليأس من واقية أي حديث سياسي أو دبلوماسي.. إذ إن روسيا التي باتت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق تفوق عسكري “استراتيجي” في سوريا.. لن تلقي بالاً لأي نداءات لوقف الأعمال القتالية ولو حتى لدواعي إنسانية على الأقل في هذا التوقيت تحديداً.
رغم هذه الحقائق التي تمثلت في قناعات روسيا التي لا تقبل الشك، تدعو “فرنسا” مجلس الأمن إلى اجتماع فوري وطارئ لتدارك الكارثة الإنسانية في حلب، ولوقف إطلاق النار والسماح بإغاثة المدنيين المحاصرين دون قيود، لكن دعوتها لم تكن أكثر من صرخة في وادي، فلا أذن تسمع ولا قلب يرحم.
ويبقى السؤال: إلى متى سيبقى الروس يرفضون تمرير مشروع فرض العقوبات على النظام السوري؟ وإلى متى ستبقى روسيا الشريك الأول في جرائم الحرب ضد السوريين ولا تلقي بالاً للنداءات.. بمعزل عن الكلفة البشرية.. والبعض يشير إلى وصول عدد ضحايا الحرب السوري إلى حافة المليون قتيل؟!
لا يسعنا في نهاية المطاف إلا مواصلة الدعاء للأهل في حلب القابعين تحت سطوة من لا يرحم.. لعل فرج قريب وقوة تفوق قوة الظالمين تخلصهم من عذاب الجحيم.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد