الرصد السياسي ليوم الاثنين 25/ 7/ 2016)
روسيا تنفي مصير الأسد مشاورات جنيف.. و المعارضة السورية تبدي عدم ثقتها بالتفاوض مع النظام السوري
نفى مصدر واسع الاطلاع في العاصمة الروسية الأنباء حول توصل الولايات المتحدة وروسيا إلى أي اتفاق أو تفاهم، أو حتى «أطر للتعامل» حاليا مع قضية مصير رأس النظام السوري بشار الأسد، وأشار في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «غالبية القوى التي تجري محادثات مع روسيا في الشأن السوري تتناول دوما مصير الأسد، بين أطراف تؤكد تمسكها بضرورة رحيله، وترى أن بقاءه استمرار للأزمة، وأطراف أخرى تصر على بقائه وتراه ضامنا لاستقرار البلاد والمنطقة».
وإذ أبدى المصدر استغرابه مما وصفه «هوسا لدى البعض في الإعلان عن تخلي موسكو عن الأسد»، فقد أكد أنه «وحسب متابعتنا، فإن المعلومات المتوفرة عن نتائج المحادثات التي تجري في موسكو حول الشأن السوري، فإن روسيا لم تغير موقفها بخصوص مصير الأسد، ولن تغيره»، موضحا أن هذا «لا يعني تمسك موسكو ببقاء الأسد على رأس السلطة، كما لا يعني كذلك أنها تدعو إلى رحيله»، وهي «تصر على ترحيل مصير السلطة والبنية المستقبلية للدولة إلى السوريين أنفسهم يقررون ذلك كله خلال المفاوضات».
وبشأن المحادثات المرتقبة في جنيف بين خبراء ودبلوماسيين روس وأميركيين، فقد أوضح المصدر أن «تلك المحادثات جارية في الواقع على مستوى الخبراء، وهي تبحث التفاصيل التقنية – التنفيذية للنقاط التي اتفق عليها لافروف وكيري خلال محادثاتهما في موسكو»، متوقعا «الإعلان عن تحقيق تقدم في هذا الشأن، وربما البدء بتنفيذ تلك الخطوات»، خلال اللقاءات التي ستجري يومي 26 – 27 يوليو (تموز) الحالي، بمشاركة غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي.
وكانت صحيفة “الشرق الأوسط قد أعلنت أمس الأحد و” نقلاً عن مصادر وصفتها بالمطلعة في قلب المعارضة السورية عن اتفاق أمريكي روسي لإبقاء الأسد في السلطة لفترة قصيرة، بعد بدء المرحلة الانتقالية.
وفي تصريح خاص للصحيفة” أعلنت المصادر” أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري كان حاسماً في محاورته الأخيرة مع الروس بوجوب العودة إلى طاولة المفاوضات بعد الاتفاق على مصير الأسد، وأبدت السلطات الروسية نوعاً من الإيجابية في تصرفاتها حيال المرحلة المتفق عليها”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي زار موسكو لبحث سبل حل للأزمة السورية، وحاملاً رسالة إلى موسكو لتعزيز التعاون العسكري بين الطرفين، للبدء بضربات جوية مشتركة ضد تنظيم الدولة وجبهة النصرة.
المعارضة السورية تبدي عدم ثقتها بالتفاوض مع النظام السوري
أكد المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية أن نظام الأسد يسعى دائما لعرقلة الحل السياسي, باستمرار استهدافه البنى التحتية والمرافق الطبية.
وحسب “العربية” ردت المعارضة السورية على إعلان نظام الأسد استعداده لاستئناف محادثات السلام مع المعارضة, وأكد منذر ماخوس، المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية، أن نظام الأسد يتعمد عرقلة أي اتفاق سياسي، وذلك بخرقه القرار 2268 الذي أقر وقف العمليات العسكرية، وذلك باستهداف النظام لستة مستشفيات في حلب، وكذلك أحد المستشفيات في أتارب، ودمرها بشكل كامل.
كانت قد نقلت وكالة “سانا” السورية أمس الأحد عن مسؤول في وزارة الخارجية قوله “سوريا مستعدة لمواصلة الحوار السوري- السوري دون شروط مسبقة ودون تدخل خارجي بدعم من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
الائتلاف: انتهاكات الأسد وروسيا تعكس استمرارهما رفض الحل السياسي
أوضح عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية “عبد الأحد اسطيفو” أن الدمار الذي لحق بأحياء مدينة حلب الخارجة عن سيطرة قوات الأسد خلال اليومين الماضيين والذي تبعه خروج 5 مشافي عن الخدمة، يؤكد استمرار نظام الأسد وحلفائه بنهجهم الرافض للحل السياسي على عكس ادعاءاتهم.
جاء ذلك خلال اجتماع طارئ للهيئة السياسية في الائتلاف عقد لبحث تداعيات التصعيد العسكري على حلب، حيث شدد “اسطيفو” على ضرورة قيام الأمم المتحدة بوضع حد للانتهاكات التي يقوم بها نظام الأسد وروسيا وخاصة فيما يتعلق باستهداف المشافي واستمرار الحصار.
وقال “اسطيفو” إن الواقع يؤكد أن نظام الأسد وحليفتيه روسيا وإيران، يفضلون الاستمرار في ارتكاب المزيد من جرائم الحرب من خلال قتل المدنيين، واستهداف المشافي، وتدمير البنية التحتية، بدل التوجه نحو الحل السياسي، وسيظلون كذلك.
وأكد عضو الائتلاف على ضرورة أن تأخذ الدول الداعمة للحل السياسي هذا الواقع بعين الاعتبار، والبحث عن وسيلة لوقف جريمة الحرب المستمرة في سورية على يد نظام الأسد وأعوانه.
يذكر أن 5 مستشفيات خرجت خلال اليومين الماضيين عن الخدمة في حلب وريفها، جرّاء الضربات الجوية وهي، مستشفى الحكيم للأطفال، ومستشفى الزهراء، ومستشفى البيان، ومستشفى الدقاق، ومستشفى الأتارب في ريف حلب الغربي.
المركز الصحفي السوري – مريم احمد