هذا اليوم الذي من المحتمل أن يكون مخصصا لاجتماع وفود المعارضة السورية ووفد النظام السوري مع المبعوث الخاص إلى سورية ديمتسورا، فجاء مساء اليوم الاثنين خبر مفاده بأن روسيا بدأت بالانسحاب الكامل من القواعد الروسية في مطار حميميم في اللاذقية والقاعدة البحرية في شاطئ طرطوس.
الأخبار تلت بعضها البعض وعلى شاشات التلفزة بشكل أصاب الموالون للأسد على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي بحالة هستيريا جعلت بعضهم يشتم جيش النظام وإلى حد شتم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين .
منذ مساء أمس كان هناك تحركات عسكرية للقوات الروسية من سلمى بريف اللاذقية باتجاه المواقع الرئيسية التي تستخدمها روسيا مراكز لها، فعزز البعض بأن روسيا تسعى إلى تمدد أكبر لقواتها الروسية والبعض الآخر تحدث عن نية جدية بالانسحاب الروسي من هذه المناطق خشية ما أسموه تدخلا عربيا في سوريا .
وجاءت تصريحات المسؤول العسكري لمناورات رعد الشمال بأن التحالف الإسلامي قد يتدخل في سوريا والعراق مطلع الشهر المقبل 5(نيسان) لمحاربة الجماعات المتطرفة والمنظمات الإرهابية من بينها ميليشيات حزب الله اللبناني الذي تم تصنيفه من المنظمات الإرهابية المسلحة في اجتماع مجلس التعاون الخليجي منذ إعلان السعودية قطع الدعم الكامل عن لبنان ومطالبة مواطنيها بالعودة الفورية آلة المملكة العربية السعودية .
هذه التطورات قد يكون لها انعكاسات قوية في العملية العسكرية التي تقودها روسيا،
فتعرض حزب الله اللبناني في سوريا إلى ضربة عسكرية محتملة من التحالف الإسلامي قد يؤدي إلى سخط كبير في جيش النظام، ولربما ستبقى روسيا مكتوفة الأيدي بما أن الداعم الأساسي لحزب الله هي إيران، وذلك قد يؤدي إلى اشتعال حرب تطال أكثر من منطقة لتكون حرب عالمية ثالثة.
إذا التطورات التي أوصلت روسيا إلى إعلان قرار الانسحاب من سوريا كافية لأن تصل رسالة إلى العالم أجمع بأن الملف السوري وصل إلى طريق ألزم الجميع بالجلوس على طاولة واحدة، ويكون الانتقال السياسي للسلطة أول أهداف ونتائج جنيف وعلى أن تكون الدول الداعمة للطرفين على مسافة واحدة والعمل على البدء تنفيذ ما تتطلبه الاجتماعات، وأهمها مطلب المعارضة السورية في إطلاق جميع المعتقلين الذين يصل عددهم إلى أكثر من سبعمائة ألف منذ بدء الثورة في 15/3/2011.
زكريا الشامي- المركز الصحفي السوري