يبدو أن “روسيا” حليفة النظام السوري باتت تحكم قبضتها بشكل أوسع على جميع القطاعات في سوريا سواء كانت العسكرية أو الاقتصادية أو السياحية وحتى الاجتماعية، فمن احتلالها قواعد عسكرية في سورية، إلى بناء منشآت سياحية للترفيه عن جنودها، وصولا إلى استيراد ماتحتاجه سوريا من منتجات روسية وتصدير خيرات سوريا إلى تلك الجمهورية التي غدت تهيمن بشكل تدريجي في ظل مباركة النظام والعالم أجمع.
وبحسب صحيفة “الوطن” الموالية للنظام فقد أكد مدير فرع أعلاف حماة المهندس عثمان الدعيمس، أن هناك مشروعاً لإنشاء معمل أعلاف جديد في المحافظة بالتعاون بين المؤسسة العامة وشركة روسية مختصة بهذا الموضوع.
وبحسب تصريحات “الدعيمس” :”فإذا ما تم إنشاؤه فسيكون له انعكاس إيجابي في أنواع الثروة الحيوانية من خلال تأمين جميع أنواع الأعلاف، لأننا حالياً نشتري النخالة من فرع المطاحن والكسبة من شركة زيوت حماة وباقي المواد العلفية نستوردها من الخارج.”
وبرر “الدعيمس” حاجة سوريا لاستيراد الأعلاف من الخارج بقيام من يسمونهم “بالمجموعات الإرهابية المسلحة” بسرقة جميع محتويات مركزي كوكب واثريا من المواد العلفية، فضلا عن خروج باقي المراكز في عقيربات وكفرزيتا وجنى العلباوي عن الخدمة نتيجة تعرضها للتخريب من قبلهم أيضا.
وكعادة مسؤولي النظام عندما يبررون خيباتهم يلقون باللوم على المعارضة المسلحة ظنا منهم أن الشعب السوري سيقتنع بتلك الادعاءات ويصدقها، فحتى موالو النظام يعلمون أن معظم المنشآت الخدمية والصناعية تم تدميرها بطيران النظام انتقاما بعد خروجها عن سيطرتهم، متناسين ماقامت به عناصرهم من إحراق الأراضي الزراعية واستهداف الثروة الحيوانية في المناطق المحررة أكثر من مرة، ورغم ذلك يدعون حرصهم عليها.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، لم يبق أمام النظام أية دولة ليستورد منها أعلافا إلا روسيا؟، وفي الحقيقة تنعم روسيا بخيراتها ومواردها كافة فلن يضر بها أن تقدم بعض الأعلاف مقابل استحواذها على مساحات واسعة من سوريا دون أي رادع وعلى مرأى النظام.
وفي الوقت الذي تستورد فيه سوريا أعلافا لضمان استمرار حياة الثروة الحيوانية، أصدرت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية في وقت سابق قرارا بتصدير 6 آلاف رأس من الأغنام خارج سوريا، ولاقى هذا القرار استنكارا من المواطنين الذين نسوا طعم اللحم في ظل ارتفاع سعرها الشاهق وازدياد نسبة الفقر والأوضاع المادية المتردية، لكن كيف يمكن لهذه المعادلة أن تكون صحيحة وماهي معايير الجودة التي تتبعها الوزارة في اتخاذ قراراتها، تستورد العلف الروسي وتصدر الغنم؟، وربما ستكون روسيا هي وجهة تصديرها دون أدنى شك.
المركز الصحفي السوري ـ سماح الخالد