أخفق مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء، في تجديد تفويض مهمة التحقيق في استخدام أسلحة كيميائية بسوريا، بسبب استخدام روسيا لحق النقض “فيتو” ضد مشروع قرار أعدته الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي جلسة التصويت حصل مشروع القرار على موافقة 11 دولة من إجمالي أعضاء المجلس (15 دولة)، لكن حق النقض (الاعتراض) الذي مارسه المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحد السفير “فاسيلي نيبنزيا” حال دون صدور مشروع القرار، بحسب مراسل الأناضول.
وبحسب ميثاق الأمم المتحدة، يقتضي تمرير مشروع القرار بالمجلس حصوله على موافقة 9 أعضاء علي الأقل، شريطة ألا تعترض عليه أي من الدول الخمس دائمة العضوية بالمجلس، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا.
وإلى جانب “الفيتو” الروسي، اعترضت بوليفيا، فيما امتنعت كل من الصين وكازاخستان عن التصويت على مشروع القرار.
وتشكلت آلية التحقيق المشتركة التي تضم الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية عام 2015 وجرى تجديد تفويضها عاما آخر في 2016، حيث تنتهي ولايتها بحلول نهاية أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وقبيل التصويت على مشروع القرار، تقدم المندوب الروسي باقتراح إلى نظيره الفرنسي ورئيس مجلس الأمن السفير فرانسوا ديلاتر، والذي تتولي بلاده الرئاسة الدورية لأعمال المجلس للشهر الجاري، بتأجيل جلسة التصويت على مشروع القرار الأمريكي.
وعرض رئيس المجلس الاقتراح الروسي على بقية الأعضاء الذين رفضوا الاقتراح بعد حصوله على موافقة 4 أعضاء فقط، ورفض 8 وامتناع 3 عن التصويت.
وطلب السفير الروسي الكلمة، وقال لأعضاء المجلس، إن بلاده ستستخدم حق النقض لمشروع القرار، مضيفا أن “واشنطن تعرف ذلك لكنها تريد المواجهة”.
وأردف قائلا: “لماذا تصرون على التمديد لولاية آلية التحقيق قبل صدور التقرير الخاص بها.. علينا أن ننتظر حتى يصدر التقرير (النهائي المرتقب نهاية الأسبوع الجاري)، وبعدها نطرح موضوع التمديد لفريق التحقيق على طاولة مجلس الأمن للتصويت”.
ومضي قائلا: “نحن نريد آلية محايدة ومحترفة ونزيها وأنتم جميعا (يقصد أعضاء المجلس)”.
وخلصت لجنة التحقيق المشتركة، مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، في نتيجة أولية إلى أن النظام السوري استخدم غاز السارين في مجزرة وقعت، في 4 أبريل/نيسان الماضي، في بلدة “خان شيخون”، الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة، في محافظة إدلب (شمال غرب).
وقتل في هجوم “خان شيخون” أكثر من 100 مدني، وأصيب ما يزيد على 500 آخرين، غالبيتهم أطفال، وسط إدانات دولية واسعة.
الاناضول